بعد تحذير السيسي الناري.. هل اقتربت ساعة الحسم في أزمة سد النهضة؟

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا يحدث؟

تعود أزمة سد النهضة للواجهة بعد تحذيرات حادة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وسط مخاوف من أن تؤدي الإجراءات الأحادية لإثيوبيا إلى كارثة على مصر والسودان. تحذيرات السيسي هذه المرة اعتُبرت إنذارًا دوليًا بأن تجاهل أديس أبابا للاتفاقات قد يدفع الأزمة إلى نقطة اللاعودة.

فيضانات تكشف هشاشة الموقف

تحولت أزمة سد النهضة إلى واقع ملموس، بعدما شهدت المنوفية ومناطق ريفية مصرية فيضانات غير مسبوقة غمرت المنازل والأراضي بسبب ارتفاع منسوب النيل.

القاهرة حمّلت إثيوبيا المسؤولية، مؤكدة أن التصريفات غير المنسقة فاقمت الأضرار، فيما شهد السودان فيضانات واسعة نزحت بسببها أكثر من 1200 أسرة.

وربطت مصر والسودان هذه الكوارث بتصريفات سد النهضة، بينما ردت أديس أبابا بأن السد قلّل من الفيضانات لا العكس.

تحالف مصري سوداني يزداد قوة

في إطار إعادة ضبط المشهد، زار وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بورتسودان والتقى رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، مؤكدين وحدة الموقف ورفض الإجراءات الأحادية الإثيوبية.

اللقاء عكس تصعيدًا دبلوماسيًا مقصودًا يؤكد أن أمن مصر والسودان المائي خط أحمر.

الفيضان يمكن احتواؤه.. والجفاف هو الخطر

يرى الخبراء أن الفيضانات رغم شدتها يمكن السيطرة عليها جزئيًا، لكن الخطر الحقيقي يكمن في فترات الجفاف التي قد تفضي إلى أزمة مائية مدمّرة لدول المصب.

ومن هنا تأتي إصرار القاهرة على ضرورة توقيع اتفاق قانوني مُلزم يحدد قواعد التشغيل والملء، لضمان حماية حصتها المائية وتأمين حياة الملايين.

خبرة مصرية مُهملة

من أبرز نقاط القوة المصرية خبرتها الطويلة في إدارة السدود وتوليد الكهرباء، وهي خبرة يرى أبو الفضل أن تجاهلها من جانب إثيوبيا كان خطأً فادحًا زاد من تعقيد الأزمة.

فبدلًا من التعاون الفني والاستفادة من التجربة المصرية، اختارت أديس أبابا المضي في سياساتها الأحادية، ما فاقم التوترات وأضعف الثقة الإقليمية.

شعار التنمية.. أم ذريعة للصراع؟

رغم تأكيد إثيوبيا أن السد مشروع تنموي لتوليد الكهرباء، فإن النتائج – بحسب الخبراء – لم تحقق الآمال المعلنة، سواء في إنتاج الطاقة أو تحسين الاقتصاد المحلي.

في المقابل، تؤكد القاهرة أن التنمية الحقيقية لا تتحقق بالصراع، بل بالتنسيق والمشاركة في إدارة الموارد المائية.

ماذا بعد؟

رغم تصاعد التوتر، تتمسك مصر بالمسار الدبلوماسي مستندة إلى تحالفها مع السودان ودعم الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة، وتتحرك بين الضغط السياسي والتحرك القانوني مع جاهزية فنية لحماية أمنها المائي دون الانزلاق لمواجهة عسكرية.

رسالتها واضحة: الصبر له حدود، وسد النهضة اختبار لمصداقية المجتمع الدولي في منع تحول الخلاف إلى صراع خطير.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *