ماذا حدث؟
اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف الدولي بدولة فلسطين “مكافأة لحماس”، مشدداً على أنه “كلمات فارغة وليس أفعالاً ملموسة” لإنهاء الحرب في غزة.
ونقلت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت عن ترامب أنه سيشرح رؤيته “البسيطة والبناءة” للعالم، معتبراً أن الاعترافات الأخيرة من دول مثل فرنسا وبريطانيا وإسبانيا وأيرلندا في مؤتمر “حل الدولتين” في نيويورك يوم 22 سبتمبر، التي رفعت عدد الدول المعترفة إلى 153 من 193 عضواً في الأمم المتحدة، مجرد “تكتيك دعائي”.
سبق الخطاب لقاء ترامب مع قادة عرب وإسلاميين من السعودية، الإمارات، وقطر، ومصر، والأردن، وتركيا، وإندونيسيا، وباكستان، حيث قدم مقترحاً للسلام يشمل تحرير الرهائن، ووقف إطلاق النار، ومستقبل غزة دون مشاركة حماس، مع طلب دعم عربي لقوات استقرار وإعادة إعمار.
أكدت مصادر أمريكية أن اللقاء يهدف إلى حث العرب على دعم التوجهات الأمريكية، مقابل ضغط على نتنياهو لتجنب ضم الضفة الغربية، في سياق حرب غزة التي أودت بحياة 65 ألف فلسطيني منذ أكتوبر 2023.
لماذا هذا مهم؟
يُمثل موقف ترامب انفصالاً واضحاً عن الإجماع الدولي، حيث يُرى الاعتراف بدولة فلسطين كخطوة لإنقاذ حل الدولتين قبل فوات الأوان، خاصة مع توسع المستوطنات الإسرائيلية (700 ألف مستوطن في الضفة) وتهديدات الضم، مما يُعزل الولايات المتحدة كحليف وحيد لإسرائيل.
أهميته تكمن في أنه يُعيق الجهود الدبلوماسية العالمية، حيث يُدعم 153 دولة الاعتراف لتعزيز السلطة الفلسطينية كبديل عن حماس، بينما يُصر ترامب على “صفقة القرن” الجديدة التي تُشمل سيطرة أمريكية محتملة على غزة، مما يُثير اتهامات بـ”التطهير العرقي” ويُفاقم الأزمة الإنسانية في غزة (المجاعة معلنة في أغسطس 2025).
كما يُبرز تناقضاً في سياسة ترامب، الذي يدّعي إنهاء “سبع حروب” منذ يناير 2025، لكنه يُعرقل وقف إطلاق النار رغم لقائه بالعرب، الذين يُطالبون بضغط على نتنياهو للانسحاب ودعم الإعادة الإعمار.
هذا الموقف يُهدد الاستقرار الإقليمي، حيث يُعزز التوترات مع إيران وحلفائها، ويُضعف الولايات المتحدة دبلوماسياً أمام الجنوب العالمي.
ماذا بعد؟
مع انعقاد الجمعية العامة، يُتوقع أن يُؤدي لقاء ترامب مع نتنياهو في 29 سبتمبر إلى بيان مشترك يُدعم وقف النار، لكن رفض الاعتراف سيُعيق التنفيذ، مع احتمال دعم عربي لقوة استقرار أممية في غزة.
قد يُؤدي ذلك إلى تمويل إعادة إعمار بـ50 مليار دولار من الخليج، لكن دون تنازلات إسرائيلية، سيستمر الصراع.
على المدى الطويل، إذا غيّر ترامب موقفه تحت ضغط عربي، قد يُعيد إحياء مفاوضات أوسلو، لكن الاستمرار في الدعم غير المشروط لإسرائيل سيُعمق العزلة الأمريكية.
في النهاية، يُمثل هذا اختباراً لترامب؛ فالمرونة قد تُنهي الحرب، وإلا سيُطيلها مع تكلفة إنسانية هائلة.