ماذا حدث؟
في تصعيد جديد بين الجارتين النوويتين، لوّح رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي باستخدام صواريخ “براهموس” المجنحة في حال تعرضت بلاده لهجوم إرهابي جديد مصدره باكستان، مؤكدًا أن الرد هذه المرة سيكون “ساحقًا ومصدره ولاية أوتار براديش”.
جاء ذلك خلال خطاب ألقاه مودي في مدينة فاراناسي، حيث قال بلهجة حازمة: “صواريخ براهموس ستُصنع الآن في لكنو، وإذا ارتكبت باكستان نفس الخطأ، فستكون هذه الصواريخ كفيلة بتدمير الإرهابيين. مجرد ذكر اسم براهموس يجعل باكستان لا تنام ليلاً”.
مصنع الصواريخ.. جاهز للإطلاق
في 11 مايو 2025، افتتحت الهند مصنعًا ضخمًا في مدينة لكنو لإنتاج الجيل الجديد من صواريخ “براهموس”، بقدرة إنتاج تتراوح بين 100 إلى 150 صاروخًا سنويًا. هذه الصواريخ المطورة تحمل توقيعًا روسيًا هنديًا مشتركًا، وتُعد من بين الأسرع والأكثر دقة في فئتها.
الصاروخ، الذي تم تطويره من خلال تعاون بين منظمة أبحاث وتطوير الدفاع الهندية ومؤسسة “إن بي أو ماشينوستروينيا” الروسية، يمثل ركيزة أساسية في مشروع “براهموس إيروسبيس” المشترك منذ تأسيسه عام 1995.
بعد عملية “سيندهور”.. لغة النار تسبق الكلمات
تهديد مودي لم يأتِ من فراغ، بل في أعقاب واحدة من أسوأ الهجمات الإرهابية التي شهدتها الهند مؤخرًا. ففي 22 أبريل 2025، تعرّض إقليم جامو وكشمير لهجوم دموي نفذته عناصر من جماعة “لشكر طيبة”، أسفر عن مقتل 26 شخصًا.
وجّهت أصابع الاتهام إلى باكستان، لتبدأ الهند ليلة 7 مايو عملية عسكرية نوعية أُطلق عليها اسم “سيندهور”، شملت قصفًا دقيقًا لمواقع قالت نيودلهي إنها تابعة لتنظيمات إرهابية داخل الأراضي الباكستانية، باستخدام صواريخ “براهموس” وطائرات مسيّرة.
تصعيد.. ثم تهدئة مشروطة
لم تمرّ العملية دون رد، إذ نفذت القوات الباكستانية ضربات مضادة استهدفت مواقع حدودية هندية. التوتر بلغ ذروته حتى 10 مايو، عندما أعلن الطرفان وقفًا كاملاً لإطلاق النار، وسط تدخلات دولية لاحتواء التصعيد.
ماذا بعد؟
في خطابه الأخير، لم يوجه مودي رسائله إلى باكستان فقط، بل للعالم أجمع، مؤكدًا أن القدرات الدفاعية الهندية باتت محل تقدير عالمي، خاصة بعد نجاح أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ والطائرات المسيّرة خلال عملية “سيندهور”.
ورأى مراقبون أن تصريحات مودي تعبّر عن تحول في عقيدة الردع الهندية، إذ لم تعد نيودلهي تنتظر الهجوم لترد، بل باتت تلوّح باستخدام أدواتها الاستراتيجية سلفًا، في حال استشعرت تهديدًا جديًا.