انقلاب في خطاب الشرع.. لماذا اتهم إسرائيل فجأة بمحاولة تمزيق سوريا؟

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

في انعطافة سياسية لافتة، خرج الرئيس السوري أحمد الشرع بتصريحات غير مسبوقة اتهم فيها إسرائيل بشكل صريح بالسعي إلى “تمزيق سوريا” وتحويلها إلى ساحة للفوضى، في موقف يعكس تحوّلًا في الخطاب الرسمي السوري تجاه الأحداث المتسارعة في الجنوب، لاسيما محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية.

ماذا قال الشرع؟

وفي كلمة متلفزة بثتها قناة “الإخبارية السورية” فجر الخميس، أكد الشرع أن إسرائيل تعمل على “تفكيك وحدة الشعب السوري، وزرع الفوضى، وشلّ قدرة البلاد على استكمال عملية البناء”.

وأضاف: “نعرف جيدًا من يحاول جرّنا إلى حرب أهلية وتقسيم الوطن.. لكننا لن نمنحهم هذه الفرصة، ولن نسمح بتوريط شعبنا في مشروع يهدف لتفتيت سوريا”.

كما كشف الرئيس السوري عن تكليف فصائل محلية بحفظ الأمن في السويداء، في خطوة تهدف – بحسب مراقبين – إلى خفض التوتر وتفادي التصعيد المسلح في المحافظة المضطربة.

تصعيد إسرائيلي.. ورد رسمي غاضب

جاءت تصريحات الشرع عقب تصعيد عسكري إسرائيلي جديد، تمثل في قصف جوي طال مناطق في دمشق والسويداء.

واعتبرت وزارة الخارجية السورية أن “الاعتداءات الإسرائيلية تشكّل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي”، وتندرج ضمن “سياسة ممنهجة تهدف إلى تقويض الاستقرار في سوريا”.

وفي بيان رسمي، قالت الخارجية إن الغارات خلفت أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية، ووصفتها بأنها “رسالة عدائية تهدف إلى تأجيج التوتر، وزرع الفوضى في المناطق الآمنة”.

انسحاب الجيش من السويداء.. هل هو جزء من الصفقة؟

بالتزامن مع هذه التطورات، أعلنت وكالة الأنباء السورية “سانا” عن بدء انسحاب وحدات الجيش السوري من السويداء مساء الأربعاء، تنفيذًا لاتفاق تم التوصل إليه بين الحكومة السورية وشيوخ عقل الطائفة الدرزية، يقضي بوقف العمليات العسكرية وتسليم مهمة حفظ الأمن للفصائل المحلية.

لماذا هذا مهم؟

ويأتي الانسحاب بعد انتهاء مهمة الجيش بملاحقة المجموعات “الخارجة على القانون”، وفق ما نقلته “سانا”، في إشارة إلى الاشتباكات التي اندلعت خلال الأيام الماضية بين قوات النظام وبعض المسلحين المحليين.

لماذا تغيّر الخطاب فجأة؟

يرجّح أن يكون التغيير ناتجًا عن تصاعد الضغوط الدولية والإقليمية، ومحاولة امتصاص الغضب الشعبي في الجنوب، وخصوصًا من الطائفة الدرزية، التي أبدت مواقف متباينة من السلطة خلال الفترة الماضية.

كما قد تمثل هذه التصريحات محاولة لخلق “عدو خارجي موحّد”، يعيد تجميع الشارع السوري خلف القيادة، وسط انقسامات داخلية متزايدة.

ماذا بعد؟

التحوّل في خطاب الرئيس السوري، واتّهام إسرائيل بالوقوف وراء تفجير الوضع في السويداء، يكشف عن تغير في الحسابات السياسية والأمنية للنظام، الذي يبدو أنه يسعى إلى احتواء الأزمة عبر مزيج من التهدئة المحلية والتصعيد الدبلوماسي الخارجي.

لكن يبقى السؤال: هل تنجح هذه الاستراتيجية في إعادة الاستقرار، أم أن ما يحدث في السويداء هو مقدمة لمرحلة جديدة من الصراع في سوريا؟

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *