ماذا حدث؟
في مشهد غير مسبوق، انقسم شيوخ عقل الطائفة الدرزية في السويداء حول موقفهم من الحكومة الجديدة، بالتزامن مع اشتباكات دامية وتدخل الجيش، ما زاد حدة الأزمة السياسية والاجتماعية.
وبرز هذا الانقسام بوضوح بعد سقوط نظام بشار الأسد وتولي أحمد الشرع الحكم، وسط خلافات حول ملف السلاح والعلاقة مع دمشق، في ظل تصاعد التوترات الأمنية بالمحافظة.
الشيخ يوسف جربوع.. داعٍ للتهدئة وتحالف الدولة
الشيخ يوسف جربوع، من مواليد 1970 وينحدر من عائلة تولت مشيخة عقل جبل العرب منذ قرون، يُعد أحد أبرز شيوخ العقل، ويؤدي دورًا مهمًا في تسوية النزاعات داخل المجتمع الدرزي.
ورغم دعمه السابق لبشار الأسد، أعلن مؤخرًا هدنة مع حكومة الشرع عبر التلفزيون الرسمي، ودعا لتشكيل لجان مراقبة وتفعيل مؤسسات الدولة.
وكشف الأربعاء عن اتفاق مع الحكومة لوقف العمليات العسكرية في السويداء وضبط السلاح، مشيرًا إلى توافق مع الإدارة الذاتية الكردية بشأن مستقبل سوريا.
الشيخ حكمت الهجري.. “القتال مستمر حتى التحرير الكامل”
الشيخ حكمت الهجري، المولود عام 1965 في فنزويلا، يتزعم الجناح المتشدد بين شيوخ العقل. تولى المنصب عام 2012 بعد وفاة شقيقه، مستندًا إلى إرث عائلي قديم.
ورغم دعواته السابقة للاعتماد على الدولة، رفض مؤخرًا اتفاق وقف إطلاق النار، معلنًا استمرار القتال حتى “تحرير السويداء من العصابات”.
ورفض تسليم السلاح دون توافق شعبي ودستور يضمن الحقوق، واعتبر أن الطائفة تتعرض لـ”حرب إبادة”، مطالبًا بتدخل دولي. ورد عليه الشيخ جربوع قائلًا: “نحترم موقفه.. لكن ليس من حقه مصادرة رأينا”.
الشيخ حمود الحناوي.. صمت حذر وسط العاصفة
الشيخ حمود الحناوي، المولود في ديسمبر 1943، يُعد صوت الاعتدال بين شيوخ العقل.
عمل سابقًا في التعليم قبل توليه المنصب، ويدعو للحوار الوطني ووحدة سوريا، رافضًا تفتيتها أو تسليح الأفراد خارج مؤسسات الدولة.
وعارض تدخل الأجهزة الأمنية دون توافق محلي، وطالب بحماية دولية مؤقتة للمدنيين.
خضع مؤخرًا لعملية جراحية ويستعد للعودة، دون أن يُصدر موقفًا من أحداث السويداء حتى الآن.
لماذا هذا مهم؟
شهدت السويداء مؤخرًا اشتباكات عنيفة بين عشائر وفصائل محلية أسفرت عن مقتل أكثر من 300 شخص، ما استدعى تدخل الجيش السوري بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار رعاه وجهاء المحافظة.
وفيما زعمت مصادر إسرائيلية وجود تنسيق مسبق مع دمشق يقضي بعدم إدخال أسلحة ثقيلة، قالت إن الاتفاق تم خرقه.
تزامن ذلك مع غارات جوية عنيفة على دمشق استهدفت مجمع وزارة الدفاع والقصر الرئاسي، إضافة إلى ضربات في السويداء ومحيطها، مما زاد الأوضاع توترًا.
ماذا بعد؟
وسط هذا الانقسام الديني والسياسي، تبقى السويداء على صفيح ساخن بين دعوات للتهدئة والتنسيق مع الدولة، وأصوات تصر على القتال، بينما تترقّب قوى إقليمية المشهد الدرزي تحسبًا لانفجار قد يغيّر خارطة سوريا بعد الأسد.