انتهت الحرب وبدأت الأزمات.. ما مستقبل المعارك السياسية في إسرائيل؟

#image_title

كتب- محمد النجار:

ماذا حدث؟

بعد أشهر من الحرب الدامية في غزة، تواجه إسرائيل الآن أزمة سياسية داخلية قد تعصف بحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

تقلصت أغلبية حكومة نتنياهو الائتلافية إلى 61 مقابل 59 عضوًا في الكنيست بعد انسحاب حزب “أوتزما يهوديت” بقيادة الوزير السابق للأمن القومي إيتمار بن غفير، احتجاجًا على وقف إطلاق النار مع حركة حماس.

كما هدد وزير المالية بيزاليل سموتريتش بالانسحاب أيضًا إذا استمرت الهدنة، مما يضع نتنياهو في موقف صعب بين مطالب اليمين المتطرف والضغوط الدولية.

الهدنة الحالية، التي تستمر 42 يومًا وتنتهي في 2 مارس، تشمل إطلاق سراح 33 أسيرًا إسرائيليًا (بينهم قتلى) وأكثر من ألف معتقل فلسطيني.

ومع بدء المفاوضات حول المرحلة الثانية في 4 فبراير، يزداد التوتر داخل الكيان الإسرائيلي، حيث يتصارع نتنياهو مع تحديات داخلية وخارجية قد تقوض حكمه.

لماذا هذا مهم؟

تعد هذه الأزمة اختبارًا حقيقيًا لبراعة نتنياهو السياسية، التي أبقتته في السلطة لأكثر من 14 عامًا، فمن ناحية، يواجه ضغوطًا من اليمين المتطرف الذي يرفض أي تسوية مع حماس ويسعى إلى إبادة الحركة بالكامل وإعادة بناء المستوطنات في غزة.

ومن ناحية أخرى، يتعرض لضغوط دولية، خاصة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يريد استخدام الهدنة لتوسيع “اتفاقيات إبراهيم” التي أبرمها عام 2020.

كما أن نتنياهو يواجه اتهامات فساد وقضايا قانونية قد تنهي مسيرته السياسية، فهو لا يزال تحت المحاكمة بتهم الاحتيال وخيانة الأمانة، وقد أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه ووزير دفاعه السابق يوفال غالانت.

ومع ذلك، يتمسك نتنياهو بالسلطة، محاولًا تجنب تحميله مسؤولية كارثة 7 أكتوبر، التي تعتبر أسوأ هزيمة في تاريخ إسرائيل.

ماذا بعد؟

في المدى القريب، قد يتمكن نتنياهو من الحفاظ على حكومته عبر مفاوضات وحسابات سياسية دقيقة، لكن في المدى البعيد، تواجه إسرائيل تحديات أكبر تتعلق بعلاقاتها الدولية ومستقبل الصراع مع الفلسطينيين، فالعالم يتجه نحو دعم حل الدولتين، بينما ترفض الأغلبية الإسرائيلية هذا الحل، كما أظهر تصويت الكنيست العام الماضي برفض الاعتراف بدولة فلسطينية.

كما أن العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية قد تشهد تغيرات جذرية، فبينما لا يزال الدعم لإسرائيل قويًا بين الجمهوريين، تزداد المشاعر المؤيدة للفلسطينيين بين الديمقراطيين، مما قد يحد من الدعم الأمريكي غير المحدود لإسرائيل.

بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي النجاحات العسكرية الإسرائيلية ضد حزب الله وإيران إلى إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية، خاصة إذا توصلت إيران والولايات المتحدة إلى اتفاق جديد.

ختامًا، فإن مستقبل إسرائيل السياسي يظل غامضًا، فبينما يحاول نتنياهو البقاء في السلطة، تلوح في الأفق أزمات قد تعيد رسم خريطة التحالفات والصراعات في المنطقة.

ويبقى السؤال: هل ستتمكن إسرائيل من الحفاظ على دعمها الدولي في ظل تصاعد الانتقادات العالمية لسياستها في غزة والضفة الغربية؟ أم أن عصر الدعم الأمريكي غير المشروط قد يقترب من نهايته؟

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *