الوريث الخفي.. هل يقترب مجتبى خامنئي من اعتلاء العرش الديني؟

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

بين الكواليس الهادئة وممرات السلطة المغلقة في إيران، يزداد الحديث عن “الوريث المحتمل” للمرشد الأعلى علي خامنئي، وتتصدر الأنظار اسم مجتبى خامنئي، نجله الغامض، الذي لطالما ظل في الظل لكنه يلوّح الآن في قلب المشهد الإيراني، وسط تكهنات بوجود ترتيبات داخلية لانتقال سلس للحكم.

نفوذ من دون منصب.. الرجل الأقوى بلا كرسي

رغم غياب أي منصب رسمي، يُعد مجتبى خامنئي (55 عامًا) من أكثر الشخصيات نفوذًا داخل المؤسسة الدينية الإيرانية، ويحمل رتبة “حجة الإسلام”، وهي أدنى من “آية الله”.

ويتمتع بعلاقات قوية مع الحرس الثوري، ويحظى بثقة والده. درس في حوزة قم على يد رجال دين محافظين، ويُعرف بتشدده ونفوذه الخفي، وُصف في برقية أميركية بأنه “الطريق إلى خامنئي”.

رفض رسمي للخلافة.. لكن الطريق يُمهد في الخفاء؟

الحديث عن “وراثة الحكم” لطالما أثار جدلًا داخل إيران، التي قامت بثورتها عام 1979 لإسقاط حكم الشاه الوراثي المدعوم من الغرب.

خامنئي الأب أبدى في مناسبات عدة رفضه لفكرة التوريث، لكن بقاء مجتبى في الظل مع تنامي نفوذه يطرح علامات استفهام حول حقيقة الموقف.

عقوبات دولية.. ومهام غير معلنة

في 2019، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على مجتبى خامنئي بتهمة أداء مهام رسمية دون منصب، مؤكدة أن والده فوّضه بمسؤوليات مباشرة، بينها التنسيق مع “فيلق القدس” و”الباسيج” لتعزيز طموحات طهران الإقليمية وتنفيذ سياسات قمعية داخليًا.

الوجه الخفي للثورة.. من دعم أحمدي نجاد إلى قمع الاحتجاجات

منذ صعود الرئيس محمود أحمدي نجاد عام 2005، تكرر ذكر اسم مجتبى كأحد مهندسي هذا الصعود، حتى أن المرشح الإصلاحي مهدي كروبي اتهمه رسميًا بالتدخل في الانتخابات.

وفي 2009، دعم مجتبى إعادة انتخاب أحمدي نجاد، ما فجّر احتجاجات واسعة قمعتها قوات “الباسيج”، وزاد من غضب الشارع ضده، وكرّسه كرمز للتيار المتشدد.

شخصية غامضة وحضور نادر

رغم نفوذه، نادرًا ما يظهر مجتبى في المناسبات المؤيدة للنظام أو يدلي بتصريحات علنية. وفي 2024، أثار جدلًا واسعًا بإعلانه تعليق دروس الفقه في حوزة قم، ما فتح باب التساؤلات حول توقيت القرار وأسبابه.

لماذا هذا مهم؟

يشترك مجتبى مع والده في ارتداء العمامة السوداء التي ترمز لانتمائه لنسل النبي محمد، ما يمنحه رمزية دينية واجتماعية، لكنه يفتقر للمؤهلات الدينية العليا، إذ لم يبلغ مرتبة “آية الله”، ما يشكّل عقبة رئيسية أمام توليه منصب المرشد الأعلى، خاصة مع وجود معارضة داخلية لفكرة التوريث.

ماذا بعد؟

وفاة الرئيس السابق إبراهيم رئيسي في تحطم مروحية عام 2024 أعادت خلط أوراق الصراع داخل النظام، إذ كان من أبرز المرشحين لخلافة خامنئي، ما زاد من احتمالية طرح اسم مجتبى مجددًا داخل دوائر القرار.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *