ماذا حدث؟
يبدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زيارة رسمية لمنطقة الخليج العربي في 13 مايو 2025، تشمل السعودية، وقطر، والإمارات العربية المتحدة.
تأتي الزيارة في ظل توترات جيوسياسية متصاعدة، مع تركيز على قضايا رئيسية تشمل وقف إطلاق النار في غزة، والنفط، والتجارة، وصفقات استثمارية ضخمة، وتطورات محتملة في تصدير الرقائق الإلكترونية المتقدمة والبرامج النووية.
أعلنت إدارة ترامب في 7 مايو 2025 إلغاء قاعدة إدارة بايدن لتقييد تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي إلى دول صديقة، مما يفتح الباب أمام تعاون تكنولوجي محتمل مع الإمارات والسعودية.
كما تتفاوض السعودية لتطوير برنامج نووي مدني بمساعدة أمريكية، مع تخفيف الشرط السابق بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وفقًا لتقارير إعلامية.
تعهدت السعودية في نوفمبر 2024 باستثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة خلال ولاية ترامب، بينما تخطط الإمارات لاستثمارات تصل إلى 1.4 تريليون دولار على مدى عشر سنوات في مجالات الذكاء الاصطناعي، والطاقة، والألمنيوم.
ستشهد الزيارة منتدى استثماري سعودي-أمريكي في الرياض بحضور قادة شركات عالمية مثل “بلاك روك”، “غوغل”، و”سيتي غروب”.
لماذا هذا مهم؟
تُعد الزيارة فرصة حاسمة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والاستراتيجية بين الولايات المتحدة ودول الخليج، خاصة في ظل العلاقات الوثيقة بين ترامب والسعودية والإمارات، حيث تمتلك عائلته مشاريع تجارية عقارية.
تركز الزيارة على دعم الاقتصاد الأمريكي من خلال صفقات استثمارية وتجارية، مع التركيز على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا.
تسعى السعودية للحصول على دعم مالي أمريكي لتمويل رؤية 2030، التي تعاني من عجز متزايد بسبب انخفاض أسعار النفط إلى أدنى مستوى في أربع سنوات، نتيجة زيادة الإنتاج بناءً على ضغوط ترامب لخفض الأسعار للمستهلكين الأمريكيين.
تهدف الإمارات إلى الوصول إلى رقائق إلكترونية متقدمة لتعزيز مكانتها كمركز تكنولوجي عالمي، خاصة بعد امتثال شركة “G42” للوائح الأمريكية وقطع علاقاتها مع الشركات الصينية.
تدعم كلتا الدولتين مفاوضات ترامب مع إيران حول برنامجها النووي، في تحول ملحوظ عن معارضتهما لاتفاق أوباما عام 2015، مما يعكس تغيرات في ديناميكيات المنطقة.
ومع ذلك، فإن اقتراح ترامب لتثبيت تسمية الخليج العربي بدلاً من الخليج الفارسي قد يُغضب إيران، مما يعقد هذه المفاوضات.
ماذا بعد؟
من المتوقع إعلان صفقات استثمارية كبرى خلال المنتدى الاستثماري في الرياض يوم 13 مايو، مع تركيز على الذكاء الاصطناعي والطاقة.
لكن استمرار الصراع في غزة، بعدما قامت إسرائيل بتوسيع العمليات، قد يعرقل جهود وقف إطلاق النار التي طرحتها الولايات المتحدة لمدة 21 يومًا.
تصريحات ترامب المثيرة للجدل حول “السيطرة” على غزة كـ”عقار مهم” قد تزيد من التوترات مع القادة العرب.
كما أن انخفاض أسعار النفط قد يدفع السعودية لإعادة تقييم إنتاجها، مما يؤثر على المفاوضات الاقتصادية.
في حين أن رفع العقوبات عن سوريا قد يُناقش لدعم إعادة الإعمار، لكنه يواجه تعقيدات مع إسرائيل وإيران.
الزيارة قد تعزز نفوذ دول الخليج على السياسة الأمريكية، خاصة إذا اشترطت السعودية تقدمًا نحو دولة فلسطينية مقابل دعم نووي أو تطبيع مع إسرائيل، لكن نجاح الزيارة يتطلب دبلوماسية دقيقة لتجنب تصعيد التوترات الإقليمية، مع تحديات مثل إدارة العلاقات مع إيران وإسرائيل، والحفاظ على التوازن بين المصالح الاقتصادية والإنسانية.