المعارضة الداخلية تشتد ضد نتنياهو.. هل يستفيد الفلسطينيين منها؟

المعارضة الداخلية تشتد ضد نتنياهو.. هل يستفيد الفلسطينيين منها؟

ماذا حدث؟

تشهد إسرائيل موجة احتجاجات واسعة ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مع إضرابات ومظاهرات تعارض خطته لتوسيع الهجوم على مدينة غزة وتطالب بإنهاء الحرب وإعادة الأسرى.

المعارضة، التي تضم أحزابًا مثل “الديمقراطيون” بقيادة يائير جولان، و”يش عتيد” بقيادة يائير لابيد، و”أزرق وأبيض” بقيادة بيني جانتس، و”يسرائيل بيتينو” بقيادة أفيغدور ليبرمان، تتحد في انتقاد نتنياهو، لكنها منقسمة بشأن سياسات السلام مع الفلسطينيين.

استطلاعات الرأي تُظهر أن 74% من الإسرائيليين يؤيدون إنهاء الحرب، و55% يرون أن نتنياهو يديرها بشكل سيء.

“الديمقراطيون”، الناتج عن اندماج حزب العمل وميرتس، يدعمون حلًا سياسيًا، بينما تبقى أحزاب أخرى صامتة حول قضية الفلسطينيين.

نتنياهو يقود أكثر الحكومات يمينية في تاريخ إسرائيل، ويواجه ضغوطًا داخلية قد تؤدي إلى انتخابات مبكرة بحلول أكتوبر 2026.

لماذا هذا مهم؟

الاحتجاجات تعكس أزمة داخلية عميقة في إسرائيل، حيث يعاني المجتمع من صدمة هجوم 7 أكتوبر 2023، واستمرار احتجاز 50 أسيرًا (20 منهم أحياء)، وتصاعد العنف في الضفة الغربية، مما زاد من عزلة إسرائيل دوليًا.

المعارضة، رغم وحدتها ضد نتنياهو، تفشل في تقديم رؤية موحدة للسلام مع الفلسطينيين، حيث يدعم 21% فقط من الناخبين حل الدولتين، مقارنة بتأييد أوسع قبل الحرب.

هذا الانقسام يعيق فرص دعم حقوق الفلسطينيين، حيث تركز المعارضة على قضايا داخلية مثل إطلاق الأسرى وإصلاحات القضاء، بينما تتجنب الخوض في قضية الاحتلال.

خطة نتنياهو للسيطرة على غزة وتهجير سكانها تثير إدانات دولية، مما يضع المعارضة أمام تحدي تقديم بديل يوازن بين الأمن الإسرائيلي وحقوق الفلسطينيين.

ماذا بعد؟

إذا نجحت الاحتجاجات في إسقاط حكومة نتنياهو، خاصة مع انسحاب الأحزاب المتشددة بسبب إلغاء إعفاءات التجنيد لليهود المتزمتين، فقد تُجرى انتخابات مبكرة خلال ستة أشهر.

استطلاعات تشير إلى أن نفتالي بينيت، رئيس الوزراء السابق، قد يقود ائتلافًا معارضًا، لكنه لم يُظهر دعمًا واضحًا لحل الدولتين.

المعارضة بحاجة إلى رؤية سياسية تتجاوز معارضة نتنياهو لتشمل تسوية عادلة مع الفلسطينيين، لكن ضعف التأييد الشعبي لهذا الحل يحد من إمكانياتها.

بدون ضغط دولي قوي، قد تستمر سياسات الاحتلال، مما يؤخر حقوق الفلسطينيين، وعلى المدى الطويل، يتطلب استقرار إسرائيل السلام مع الفلسطينيين، وهو ما قد يتحقق فقط إذا تبنت المعارضة موقفًا شجاعًا يدعم الحقوق الفلسطينية.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *