المرحلة الجديدة من الحرب.. هل يبدأ نتنياهو غزو غزة؟

- المرحلة الجديدة من الحرب.. هل يبدأ نتنياهو غزو غزة؟

ماذا حدث؟

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في 5 مايو 2025، أن مجلس الأمن الإسرائيلي وافق بالإجماع على خطة عسكرية موسعة في قطاع غزة تُسمى “عربات جدعون” (Gideon’s Chariots)، تهدف إلى إخضاع حركة حماس وإطلاق سراح جميع الرهائن.

وأكد نتنياهو أن سكان غزة سيُنقلون إلى جنوب القطاع “لحمايتهم”، مشيرًا إلى أن العملية ستكون “مكثفة” ولن تتضمن عمليات دخول وخروج مؤقتة، بل احتفاظًا دائمًا بالأراضي المسيطر عليها.

وأوضح مسؤول أمني إسرائيلي أن العملية ستبدأ بعد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط في منتصف مايو 2025، لإتاحة فرصة للتوصل إلى اتفاق لإطلاق الرهائن، وفي حال فشل المفاوضات، ستنطلق العملية “بكامل قوتها” ولن تتوقف حتى تحقيق أهدافها.

كما أشار وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش إلى أن الهدف هو “غزو” غزة، مؤكدًا أن إسرائيل لن تنسحب من الأراضي التي تسيطر عليها، حتى لو تضمن ذلك رفض صفقات الرهائن.

وأثار الإعلان قلق عائلات الرهائن، التي تخشى أن تؤدي العملية إلى تعريض حياة أحبائها للخطر، معتبرين أن الحكومة تعطي الأولوية لهزيمة حماس على إعادة الرهائن.

لماذا هذا مهم؟

تمثل خطة “عربات جدعون” تصعيدًا خطيرًا في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حيث تهدف إلى احتلال غزة بشكل دائم، وهو ما قد يعيد تعريف الوضع الجيوسياسي في المنطقة.

تثير الخطة مخاوف دولية من انتهاكات القانون الإنساني الدولي، خاصة مع استمرار الحصار الإسرائيلي على المساعدات الإنسانية منذ تسعة أسابيع، مما يهدد بمجاعة من صنع الإنسان.

أدانت الأمم المتحدة الخطة، محذرة من زيادة الخسائر البشرية، بينما رفضت وكالات الإغاثة الإطار الإسرائيلي الجديد لتوزيع المساعدات، معتبرة إياه محاولة للسيطرة على الموارد الحيوية بشكل ينتهك مبادئ الإنسانية والحياد.

منذ مارس 2025، قُتل أكثر من 2400 فلسطيني، وارتفع إجمالي القتلى منذ بدء الحرب إلى أكثر من 52,000، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.

داخل إسرائيل، أثارت الخطة انقسامات حادة، حيث يطالب الرأي العام، وفق استطلاعات الرأي، بإعطاء الأولوية لإعادة الرهائن (59 رهينة لا يزالون في غزة) بدلاً من التصعيد العسكري.

كما تواجه الحكومة ضغوطًا داخلية من الجناح اليميني المتطرف، بقيادة سموتريتش وبن غفير، اللذين يدفعان نحو ضم غزة وفرض السيادة الإسرائيلية.

على الصعيد الدولي، يضع توقيت الخطة، قبيل زيارة ترامب، نتنياهو في موقف حساس، حيث يراهن على دعم الإدارة الأمريكية الجديدة، التي أبدت موقفًا متشددًا تجاه حماس.

ماذا بعد؟

يعتمد مصير خطة “عربات جدعون” على نتائج مفاوضات الرهائن قبل زيارة ترامب، وإذا فشلت المفاوضات، قد تبدأ إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق، مما يهدد بحرب طويلة الأمد وخسائر بشرية هائلة.

لذلك ينبغي للمجتمع الدولي، بقيادة الأمم المتحدة ودول مثل قطر ومصر، تكثيف الجهود الدبلوماسية لتأمين وقف إطلاق نار وإطلاق سراح الرهائن، لتجنب كارثة إنسانية.

كما يجب الضغط على إسرائيل لرفع الحصار عن المساعدات، حيث أشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة. داخليًا، يواجه نتنياهو تحديات سياسية، حيث قد تؤدي الاحتجاجات المتزايدة من عائلات الرهائن وانخفاض الدعم الشعبي إلى زعزعة استقرار ائتلافه، خاصة إذا أدى التصعيد إلى خسائر كبيرة.

على المدى الطويل، يثير غياب رؤية إسرائيلية واضحة لمستقبل غزة بعد الحرب تساؤلات حول استدامة الاحتلال المحتمل، مما قد يؤدي إلى مقاومة فلسطينية متصاعدة وإدانات دولية متزايدة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *