ماذا حدث؟
في الآونة الأخيرة، أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اتخذ قرارًا بتوسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة، بهدف احتلاله بالكامل.
نقلت وسائل إعلام، مثل القناة 12 وصحيفة “يديعوت أحرونوت”، عن مصادر مقربة من نتنياهو تأكيدها أن “القرار قد حُسم” للسيطرة على القطاع، بما في ذلك المناطق التي يُحتمل وجود رهائن إسرائيليين فيها.
هذا القرار جاء وسط توترات داخلية، حيث ألغى رئيس الأركان إيال زامير زيارة مقررة إلى واشنطن، معبرًا عن معارضته للخطة بسبب المخاطر التي تهدد حياة الرهائن وتآكل قدرات الجيش.
كما أشارت تقارير إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منح نتنياهو “ضوءًا أخضر” لتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق.
ومع ذلك، نفت مصادر أخرى، حسب صحيفة “معاريف”، أن يكون القرار نهائيًا، مما يعكس انقسامًا داخليًا حول هذه الخطوة.
لماذا هذا مهم؟
قرار احتلال قطاع غزة بالكامل، إذا تم تنفيذه، يمثل تحولًا استراتيجيًا كبيرًا في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي:
أولًا، يثير هذا القرار مخاوف إنسانية جسيمة، حيث يعاني القطاع من أزمة إنسانية حادة، مع تقارير الأمم المتحدة التي تحذر من “مجاعة جماعية” ناجمة عن الحصار ومنع المساعدات.
ثانيًا، يعكس القرار انقسامًا داخل المؤسسة الإسرائيلية، حيث يرى الجيش أن العملية قد تعرض حياة الرهائن للخطر وتستنزف الموارد العسكرية، بينما يصر نتنياهو على الحسم العسكري ضد حماس.
ثالثًا، هذه الخطوة قد تؤدي إلى تصعيد دولي، خاصة مع اتهامات لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب، وصدور مذكرات اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية ضد نتنياهو ومسؤولين آخرين، كما أنها قد تزيد التوتر مع الدول العربية، مثل مصر، التي تطالب بانسحاب إسرائيل من معبر رفح ومحور فيلادلفيا.
ماذا بعد؟
من المتوقع أن يحسم اجتماع الكابينت الإسرائيلي المقرر اليوم الثلاثاء مصير هذه الخطة.
إذا مضت إسرائيل في تنفيذ الاحتلال الكامل، فقد تواجه تحديات عسكرية ودبلوماسية غير مسبوقة.
سكريًا، قد تستغرق العملية أشهرًا وتتطلب نشر قوات كبيرة، مما يزيد الخسائر البشرية والمادية.
دبلوماسيًا، قد تؤدي إلى عزلة إسرائيل، خاصة مع استمرار الضغوط الدولية لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات.
في المقابل، إذا تم إحباط الخطة بسبب معارضة داخلية أو دولية، قد يضطر نتنياهو إلى إعادة تقييم استراتيجيته، مع التركيز على مفاوضات تبادل الأسرى.
عائلات الرهائن حذرت من أن التصعيد قد يكون “حكم إعدام” لأحبائهم، مما يزيد الضغط الداخلي على الحكومة، وعلى المدى الطويل، قد يشكل هذا القرار نقطة تحول في ديناميكيات الصراع، مع تداعيات إقليمية ودولية عميقة.