القبة الذهبية.. هل يسير ترامب على خطى ريجان في “حرب النجوم”؟

القبة الذهبية.. هل يسير ترامب على خطى ريجان في "حرب النجوم"؟

ماذا يحدث؟

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 20 مايو 2025 عن “القبة الذهبية”، وهو نظام دفاع صاروخي طموح بتكلفة 175 مليار دولار، يهدف إلى حماية الولايات المتحدة من الصواريخ الباليستية والهيبيرسونيك، بما في ذلك تلك التي تُطلق من الفضاء.

مستوحى جزئيًا من “القبة الحديدية” الإسرائيلية، يعتمد النظام على شبكة أقمار صناعية مزودة بأجهزة استشعار وصواريخ اعتراضية، بقيادة الجنرال مايكل غيتلين من قوة الفضاء الأمريكية.

المشروع يعيد إحياء رؤية رونالد ريجان لمبادرة الدفاع الاستراتيجي (SDI) عام 1983، المعروفة بـ”حرب النجوم”، التي سعت لجعل الأسلحة النووية عتيقة عبر درع صاروخي فضائي

لكن “حرب النجوم” لم تُطبق بسبب التكاليف الباهظة، التحديات التكنولوجية، وانتقادات بأنها قد تُشعل سباق تسلح.

ترامب يزعم أن “القبة الذهبية” ستكون جاهزة بحلول 2029، لكن المنتقدون يشككون في جدواها العملية والاستراتيجية.

لماذا هذا مهم؟

“القبة الذهبية” تهدف إلى مواجهة تهديدات متطورة من دول مثل الصين وروسيا، اللتين طورتا صواريخ متقدمة تفوق الدفاعات الأمريكية الحالية.

مثل “حرب النجوم”، يُنظر إلى المشروع كوسيلة لتعزيز التفوق الاستراتيجي الأمريكي، لكنه يثير مخاوف مماثلة.

خلال الحرب الباردة، اعتقدت موسكو أن “حرب النجوم” ستجعل الاتحاد السوفيتي عرضة للهجوم النووي، مما قد يدفعه لضربة استباقية، مما يزيد العالم خطورة بدلاً من أمانه.

اليوم، تعبر الصين عن قلقها من أن “القبة الذهبية” ستؤدي إلى تسليح الفضاء وتُشعل سباق تسلح، بينما يرى الكرملين أنها تهدد الاستقرار الاستراتيجي.

التكلفة الهائلة، التي قد تصل إلى 542 مليار دولار على 20 عامًا، قد تستنزف الموارد من البرامج الاجتماعية، مما يثير معارضة داخلية.

التكنولوجيا المطلوبة، مثل أسلحة الليزر الفضائية، لا تزال غير مختبرة، مما يعيد إلى الأذهان تحديات “حرب النجوم” التي لم تتغلب على عقبات مماثلة.

ماذا بعد؟

نجاح “القبة الذهبية” يعتمد على التغلب على العقبات التي أعاقت “حرب النجوم”:

أولاً، يجب تأمين تمويل بقيمة 25 مليار دولار مبدئيًا عبر مشروع قانون مثير للجدل في الكونغرس، مع احتمال ارتفاع التكاليف بشكل كبير.

ثانيًا، التكنولوجيا تحتاج إلى اختبارات مكثفة لضمان فعاليتها ضد صواريخ متطورة، وهو أمر لم يحققه ريجان.

ثالثًا، يجب إدارة التداعيات الجيوسياسية، حيث قد تستجيب الصين وروسيا بتطوير أسلحة مضادة، مما يعزز المخاطر بدلاً من تقليلها.

ترامب يمكن أن يستفيد من درس ريجان باستخدام المشروع كأداة تفاوض لدفع خصومه إلى محادثات تقليص الأسلحة، كما حدث مع الاتحاد السوفيتي، لكن الفشل في معالجة التكاليف، والتحديات التقنية، والتوترات الدولية قد يجعل “القبة الذهبية” مشروعًا طموحًا آخر يبقى في عالم الخيال العلمي، مثل سابقتها.

إيران، كتهديد محتمل، قد تستغل أي اضطرابات ناتجة عن هذا السباق التسلحي لتعزيز برنامجها الصاروخي.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *