ماذا حدث؟
في 7 أكتوبر 2023، نفذت حركة حماس هجوماً مفاجئاً من قطاع غزة، أطلق عليه “طوفان الأقصى”، شمل هجمات منسقة براً وبحراً وجواً، أسفرت عن مقتل عدة إسرائيليين وأسر 251 شخصاً.
يوسي كوبرفاسر، العميد الاحتياطي ورئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن، وصف هذا الحدث في مقابلة مع قناة “الحرة” بأنه فشل استخباراتي كارثي.
أشار إلى أن إسرائيل كانت تملك معلومات عن خطط حماس، لكنها عانت من “سوء فهم كامل” بسبب التحيز التأكيدي والتفكير الجماعي، حيث تم تجاهل المعلومات المناقضة لاعتقاد أن حماس “مردوعة”.
كوبرفاسر حذر في يونيو 2023 من هجوم محتمل من غزة، لكن تحذيراته قوبلت بالرفض.
هذا الفشل لم يقتصر على الاستخبارات، بل امتد إلى الجاهزية العملياتية والنهج العام تجاه غزة.
لماذا هذا مهم؟
هذا الفشل كشف عن خلل عميق في المؤسسات الأمنية الإسرائيلية، التي طالما تباهت بتفوقها الاستخباراتي، فالهجوم ألحق ضرراً بثقة إسرائيل بنفسها، كما وصفه المحلل ميرون رابوبورت، وأثار تساؤلات حول قدرة المخابرات على توقع التهديدات.
التحيز التأكيدي، كما أوضح كوبرفاسر، أدى إلى تجاهل مؤشرات الهجوم، مثل تدريبات حماس، مما سمح بتنفيذ هجوم غير مسبوق.
هذا الحدث عزز إدراك حماس كتهديد استراتيجي، وليس مجرد جماعة مسلحة محدودة القدرات، كما أبرز هشاشة الافتراضات الأمنية الإسرائيلية.
الخسائر البشرية والسياسية، إلى جانب الإخفاق في حماية المستوطنات، جعلت 7 أكتوبر “عاراً” كما وصفته صحيفة هآرتس، مما يستدعي إعادة تقييم الاستراتيجيات الأمنية.
ماذا بعد؟
كوبرفاسر حذر من أن استمرار قصر النظر الاستخباراتي يجعل إسرائيل عرضة لهجمات مماثلة، مشيراً إلى أخطاء لاحقة مثل عدم توقع سقوط نظام الأسد.
اقترح سيطرة عسكرية إسرائيلية مؤقتة على غزة، مع إدارة إقليمية للقطاع عبر هيئة دولية تُعين قادة محليين غير مرتبطين بحماس.
هذه الرؤية تواجه تحديات، حيث يرى كوبرفاسر أن إسرائيل تسعى إلى حلول غير واقعية. إصلاح المخابرات يتطلب تعزيز الخيال الاستراتيجي وتجاوز التحيزات، بينما قد يؤدي الضغط السياسي إلى تحقيقات مستقلة لمحاسبة المسؤولين.
استمرار التوترات مع حماس ينذر بتصعيد، ما لم تُعالج الأسباب الجذرية للصراع، مما يجعل إعادة بناء الثقة الأمنية أولوية ملحة.