العلويون في خطر.. كيف تفرض هيئة تحرير الشام الأمن في سوريا المضطربة؟

#image_title

ماذا حدث؟

في ظل الأوضاع المضطربة التي تعيشها سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، برزت مخاوف كبيرة لدى الأقلية العلوية من انتهاكات ذات طابع طائفي.

بدأت هذه المخاوف تتصاعد بعد انتشار فيديو على منصات التواصل الاجتماعي لتدمير مزار علوي، مما أثار احتجاجات واسعة في 25 ديسمبر.

كان هذا الفيديو كافيًا لإثارة مخاوف العلويين، الذين خرجوا إلى الشوارع مع بعض السنة للاحتجاج على الطائفية.

تصاعدت التوترات أكثر عندما تعرضت قوات الأمن لهجوم من قبل عناصر موالية للنظام السابق في ريف طرطوس، مما دفع هيئة تحرير الشام إلى شن عملية أمنية شاملة في قرى مشتبه بها، مثل خربة معزة، التي تضم العديد من العناصر السابقة.

شهدت العملية اشتباكات عنيفة، وتفتيش منازل، وإقامة حواجز أمنية، مما أدى إلى إصابة مدنيين ونقلهم إلى المستشفى.

لماذا هذا مهم؟

تعد هذه الأحداث مؤشرًا على التحديات الأمنية التي تواجهها سوريا في مرحلة ما بعد الأسد، خاصة في المناطق ذات الأغلبية العلوية.

هيئة تحرير الشام، التي تسعى لفرض الأمن، تواجه اتهامات بانتهاكات طائفية، بما في ذلك عمليات إعدام خارج نطاق القضاء ضد عناصر سابقة في النظام.

هذه الانتهاكات تزيد من مخاوف العلويين من أن يصبحوا هدفًا بسبب انتمائهم الطائفي.

وفي حين تشهد مناطق مثل اللاذقية استقرارًا نسبيًا وتتعاون فيها القوات الأمنية مع المجتمع، تتفاقم الانتهاكات في مناطق أخرى مثل حمص، حيث تُرتكب جرائم ذات دوافع طائفية.

ماذا بعد؟

في ظل هذه الأوضاع المعقدة، يتعين على هيئة تحرير الشام اتخاذ خطوات عاجلة لتعزيز الثقة بين الأقلية العلوية والمجتمعات الأخرى.

أولاً، يجب أن تعمل على زيادة الشفافية في عملياتها الأمنية، خاصة فيما يتعلق بالاعتقالات والمحاكمات.

ثانيًا، يجب أن تعيد تقييم اعتمادها على قادة الفصائل المسلحة المتهمين بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين.

بالإضافة إلى ذلك، يتعين على الهيئة تعزيز جهود المصالحة بين الطوائف وضمان معاملة عادلة للجميع، بغض النظر عن الانتماء الطائفي.

إن استمرار الانتهاكات، حتى لو كانت فردية، سيؤدي إلى تفاقم التوترات الطائفية ويعيق بناء سوريا مستقرة، وسيعتمد نجاح هيئة تحرير الشام في فرض الأمن على قدرتها على تحقيق التوازن بين ملاحقة المجرمين السابقين وحماية المدنيين الأبرياء.

سوريا تمر بمرحلة حرجة، وكيفية تعامل هيئة تحرير الشام مع هذه التحديات سيحدد مستقبل البلاد، فهل ستنجح في بناء نظام أمني عادل وشامل، أم أن الانتهاكات الطائفية ستزيد من انقسامات المجتمع؟.. الوقت وحده كفيل بالإجابة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *