الصين تكشف عن وحشتها النووي “Type 094”.. رسالة ردع من أعماق البحر

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

في خطوة لافتة تحمل رسائل استراتيجية واضحة، نشرت وسائل الإعلام الرسمية في الصين مشاهد مصورة نادرة لغواصة نووية من طراز Type 094، وهي تغادر قاعدتها لتنطلق في دورية بعيدة المدى.

الفيديو، الذي حظي بمتابعة واسعة، تضمّن تعهّدًا صريحًا من أحد أفراد الطاقم بإطلاق الصواريخ النووية “دون تردد” في حال صدور أمر بذلك، في إشارة واضحة إلى الجاهزية القتالية القصوى.

قاعدة محصنة وحماية جوية

انطلقت الغواصة من قاعدة لونجبو البحرية شديدة التحصين تحت الأرض، والواقعة في جزيرة هاينان جنوب البلاد.

المنطقة شهدت مؤخرًا نشر مقاتلات الجيل الخامس J-20 في مواقع قريبة، وهو ما اعتبره مراقبون تعزيزًا لمنظومة الحماية المرافقة لهذه القاعدة الحساسة، وفق ما أوردت مجلة Military Watch.

أول اعتراف علني بالنشر النشط

وتُعد هذه اللقطات أول اعتراف علني من الإعلام الصيني بالنشر النشط لفئة غواصات Type 094، التي رغم محدودية عددها – والمقدر بأربع غواصات فقط – تمثل قفزة كبيرة في القدرات البحرية للصين، بعدما نجحت إلى حد كبير في تضييق الفجوة التكنولوجية مع نظيراتها في الأسطولين الأميركي والروسي.

قدرات تقنية متطورة

الكشف الأخير ترافق مع إعلان البحرية الصينية، خلال يومها المفتوح في 23 أبريل الماضي، عن تفاصيل تقنية جديدة لهذه الغواصات.

فقد تبين أنها قادرة على بلوغ سرعة غمر قصوى تصل إلى 30 عقدة وعمق تشغيلي يبلغ 400 متر، وهي أرقام تتجاوز بكثير التقديرات السابقة التي حددت سرعتها بـ20 عقدة وعمقها الأقصى بـ300 متر.

قوة نارية معززة

كما جرى تزويد الغواصات بالصواريخ الباليستية النووية JL-3، ما عزز قوتها النارية بشكل ملحوظ، إذ تستطيع الواحدة منها حمل ما يصل إلى 12 صاروخًا. ومع ذلك، يبقى مدى انتشار هذه الصواريخ في باقي قطع الأسطول غير مؤكد حتى الآن.

لماذا هذا مهم؟

التقارير العسكرية تشير إلى أن بكين تخطط لتوسيع أسطولها من غواصات الصواريخ الباليستية بشكل كبير خلال العقد المقبل، في ظل تصاعد التوتر مع عدد من القوى الغربية وزيادة حجم ترسانتها النووية.

ماذا بعد؟

يترقب الخبراء دخول خليفة لغواصات Type 094 إلى الخدمة، بقدرات أعلى من حيث الأتمتة، وقوة نيران أكبر، وتقنيات تخفي متطورة قد تمنحها ميزة نوعية على أساطيل الغواصات النووية المنافسة.

الأتمتة – أو التشغيل الآلي – تمثل ركيزة أساسية في تصميم الجيل القادم، إذ تعتمد على دمج الآلات في أنظمة التحكم، وتنفيذ مهام كانت حكرًا على العنصر البشري، بما يرفع كفاءة الأداء ويقلل من الأخطاء المحتملة.

ومع ما حققته Type 094 من تقليص الفجوة مع القوى البحرية الكبرى، فإن خليفتها قد تمثل بداية مرحلة جديدة من التفوق الصيني في أعماق المحيطات.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *