ماذا حدث؟
وسط أجواء توتر متزايدة بين القوى الكبرى، حذّرت الحكومة الأسترالية، اليوم الأحد، من احتمال قيام الصين بالتجسس على مناورات عسكرية ضخمة تشارك فيها الولايات المتحدة ودول حليفة، على أراضي أستراليا وفي بابوا غينيا الجديدة.
نشاط صيني “غير معتاد”
وزير الصناعات الدفاعية وشؤون جزر المحيط الهادئ في الحكومة الأسترالية، بات كونروي، كشف أن الجيش الصيني يراقب هذه المناورات منذ عام 2017، مشيرًا إلى أن “من غير المعتاد” ألا تراقب بكين النسخة الحالية التي بدأت اليوم.
وأوضح أن بلاده ستراقب تحركات الصين عن كثب، وترصد أي تواجد لها في جميع أنحاء أستراليا.
هدف التجسس.. الأجهزة والاتصالات
كونروي أكد أن الهدف من مراقبة هذه المناورات هو جمع معلومات استخباراتية حول التكتيكات والأسلحة والتكنولوجيا المستخدمة، خاصة فيما يتعلق بالأجهزة الإلكترونية وأنظمة الاتصالات، مؤكدًا أن بلاده ستتخذ التدابير اللازمة لمنع أي تسريبات أمنية.
“حرب ظل” في المحيط الهادئ
تحذيرات أستراليا تزامنت مع تصريحات أخرى للوزير ذاته، اتهم فيها بكين بمحاولة تأسيس قاعدة عسكرية في جنوب المحيط الهادئ، وهي اتهامات متكررة ترفضها الصين وتصفها بأنها “رواية كاذبة”.
وأضاف كونروي أن أستراليا تبذل جهودًا كبيرة لتكون “الشريك الأمني المفضل” لدول المنطقة، مؤكدًا: “نريد منطقة لا تهيمن عليها أو تسيطر عليها أي قوة”.
لماذا هذا مهم؟
القلق الأسترالي يستند أيضًا إلى اتفاقية أمنية وقّعتها الصين عام 2022 مع جزر سليمان، والتي لم تُكشف تفاصيلها بالكامل.
وتخشى واشنطن وكانبيرا أن تكون تلك الاتفاقية بوابة لوجود عسكري صيني دائم في المنطقة.
ماذا بعد؟
ومن جهتها، نفت السفارة الصينية لدى فيجي اتهامات أستراليا، معتبرة الحديث عن نوايا عسكرية صينية في المنطقة “ادعاء كاذب” وراءه “دوافع خفية”.
بعيدًا عن الجانب العسكري، تواصل بكين ضخ استثمارات ضخمة في دول المحيط الهادئ، حيث أنفقت مئات الملايين من الدولارات على مشاريع بنية تحتية تشمل مستشفيات، طرق، ملاعب، وحتى قصور رئاسية.
كما تمكنت الصين من استمالة دول مثل كيريباتي وجزر سليمان وناورو، بعد أن قطعت هذه الدول علاقاتها مع تايوان لصالح بكين، في خطوات أثارت قلق الغرب.