الشرع والجولاني.. هل تغير الرجل أم تغير القناع؟

#image_title

ماذا حدث؟

في 8 ديسمبر 2024، ظهر أحمد الشرع لأول مرة في شوارع دمشق، ببدلة رسمية وربطة عنق، دون عمامة الجولاني أو لحيته الكثيفة. خلال أيام، استقبل مسؤولين دوليين، وتحدث للإعلام الغربي كرجل دولة، بينما كانت الأخبار تتوالى عن انهيار نظام الأسد وهروب رئيسه المفاجئ.

لكن هذا التحول لم يكن مجرد تغيير في الشكل. قبلها بثلاثة أيام فقط، في 5 ديسمبر، أعلنت “هيئة تحرير الشام” أن زعيمها “أبو محمد الجولاني” تخلى عن اسمه الجهادي وعاد إلى اسمه الحقيقي: أحمد الشرع، في خطوة وصفت بأنها جزء من “مرحلة انتقالية جديدة” لسوريا.

في 20 يناير 2025، تم تنصيب الشرع رسميًا رئيسًا للمرحلة الانتقالية، لكن دون أي “مؤتمر وطني جامع”، كما وعد سابقًا. بدلًا من ذلك، ألغت الفصائل المسلحة الدستور وحلّت البرلمان بقرار منفرد، مما عزز المخاوف من أن الرجل الذي غير اسمه ومظهره، لم يغير فكره وأسلوبه.

لماذا هذا مهم؟

التاريخ القريب يقدم تحذيرًا واضحًا. في أغسطس 2021، حين استولت طالبان على كابول بعد الانسحاب الأمريكي، قدمت وعودًا مشابهة بالإصلاح والاعتدال. لكن في أقل من عام، فرضت قيودًا مشددة على الحريات العامة، ومنعت النساء من التعليم والعمل، وفق تقارير “هيومن رايتس ووتش” في أغسطس 2024.

اليوم، يخشى كثيرون أن يتكرر السيناريو في سوريا. هل يتبع الشرع “فقه الاستضعاف”، حيث يخفي نواياه حتى تترسخ سلطته، ثم ينقض على الجميع كما فعلت طالبان؟ أم أن تحوله حقيقي؟

عندما رفض الشرع مصافحة وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيبروك في 6 يناير 2025، تجددت الشكوك بأن “الجولاني” لا يزال حاضرًا، فقط تحت اسم آخر.

ماذا بعد؟

السؤال الآن: هل يحكم سوريا رجل سياسة، أم مقاتل جهادي متخفٍ؟ هل هو قائد براغماتي يسعى لحكم مختلف، أم زعيم إسلامي يؤجل أجندته حتى تقوى شوكته؟

ما حدث في يناير 2025، حين تم إلغاء الدستور والبرلمان بقرار فردي، يشير إلى أن “التغيير” قد يكون مجرد تكتيك.. وأن سوريا قد تكون على وشك الدخول في فصل جديد من الصراع، بوجه مختلف، لكن بنفس الأدوات.

الأفعال القادمة وحدها ستكشف الحقيقة.. فهل تغير الرجل، أم تغير القناع؟

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *