الديمقراطية الزائفة.. انتخابات وهمية في مناطق نفوذ حزب الله وأمل

الديمقراطية الزائفة.. انتخابات وهمية في مناطق نفوذ حزب الله وأمل

ماذا حدث؟

في 24 مايو 2025، أُجريت الانتخابات البلدية في محافظتي الجنوب والنبطية بلبنان، لكنها اتسمت بانعدام المنافسة في مناطق نفوذ حزب الله وحركة أمل.

من أصل 272 بلدية، فاز الثنائي الشيعي بـ109 بلديات بالتزكية، حيث انسحب المرشحون المعارضون تحت ضغوط مباشرة وغير مباشرة قبل فتح صناديق الاقتراع، فالانسحابات المتأخرة، بعضها ليلة الانتخابات، عززت هيمنة الحزبين، مما جعل الانتخابات “وهمية” في مناطق كثيرة.

سُجلت خروقات عديدة، منها توزيع صناديق الاقتراع فجرًا على رؤساء مراكز محسوبين على الثنائي، وتدخل مندوبين للتأثير على الناخبين، وانتهاك سرية الاقتراع عبر معازل مكشوفة.

كما سمح بالتصويت باستخدام وثائق منتهية الصلاحية، مخالفًا تعليمات وزارة الداخلية.

في بعلبك، فازت لوائح الثنائي بفارق 6400 صوت، وفي صور بـ6000 صوت، مكررة نمط 2016.

لماذا هذا مهم؟

– تكريس الهيمنة: السيطرة على البلديات تتيح للثنائي تعزيز الزبائنية عبر توزيع المساعدات وتمرير مخالفات البناء، مما يضمن الولاء السياسي قبل الانتخابات النيابية في مايو 2026، وهذا يعكس استراتيجية لضبط البيئة الشيعية وسط أزمة ثقة، حيث تشير تقديرات إلى أن 40% من هذه البيئة باتت خارج سيطرة حزب الله.

– انتهاك الديمقراطية: التزكية القسرية والضغوط على المعارضين تحرم المواطنين من حقهم في اختيار ممثليهم، وتُظهر هشاشة العملية الديمقراطية في مناطق الثنائي، وخروقات مثل التحكم بصناديق الاقتراع وانتهاك السرية تؤكد هذا الواقع.

– رسائل سياسية: يسعى الثنائي لإثبات قوته داخليًا، مؤكدًا غياب اختراقات معارضة شيعية، وخارجيًا، لتأكيد دوره كرقم صعب في المعادلة اللبنانية، خاصة مع توقعات بتمويل دولي لإعادة الإعمار عبر البلديات.

– التدهور الاقتصادي: استغل الثنائي الأزمة الاقتصادية وتوزيع مساعدات حزب الله (بقيمة مليار دولار للإيواء والتعويضات) لتعزيز شعبيته، لكن تراجع قدرته على تقديم مكاسب دائمة يُهدد قاعدته.

ماذا بعد؟

على المدى القصير، ستعزز سيطرة الثنائي على البلديات نفوذه في توزيع المساعدات الدولية المتوقعة لإعادة إعمار الجنوب بعد الحرب مع إسرائيل (2023-2024).

لكن، استمرار الضغوط قد يُفاقم استياء البيئة الشيعية، خاصة مع التدهور المالي وفقدان 15% من قدرات حزب الله العسكرية.

على المدى الطويل، تعتمد هيمنة الثنائي على عوامل مثل إعمار المناطق المتضررة بتمويل عربي أو اتفاق سلام مع إسرائيل، وهي سيناريوهات قد تُغير الديناميكيات الشعبية.

فشل المعارضة الشيعية في تنظيم نفسها، كما حدث في الزرارية حيث فازت عائلات معارضة بـ9 مقاعد مقابل 6، قد يُبقي الثنائي مهيمنًا في الانتخابات النيابية.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *