ماذا حدث؟
في خطوة وُصفت بأنها “ضربة جديدة” لمتورطين بانتهاكات الماضي، أعلنت وزارة الداخلية السورية اعتقال اللواء السابق أكرم سلوم العبدالله، بعد اتهامه بالمشاركة في جرائم وانتهاكات خطيرة داخل سجن صيدنايا العسكري، من بينها الإشراف على ما عُرف بـ“غرف الملح”.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية “سانا”، إن عملية التوقيف جرت يوم الأربعاء، بعد تحريات دقيقة ورصد ميداني متواصل نفذه فرع مكافحة الإرهاب في دمشق، وأسفرت عن القبض على العبدالله دون مقاومة تُذكر.
مناصب حساسة وشبهات دامية
وأوضحت الوزارة أن اللواء المعتقل شغل عدة مناصب أمنية حساسة خلال السنوات الماضية، من بينها قيادة الشرطة العسكرية بوزارة الدفاع بين عامي 2014 و2015، وهي الفترة التي شهدت بحسب تقارير حقوقية واحدة من أكثر مراحل القمع والعنف في سجن صيدنايا.
اتهامات بالتصفية داخل السجن
التحقيقات الأولية – وفق بيان الداخلية – كشفت أن العبدالله كان المسؤول المباشر عن تنفيذ عمليات تصفية المعتقلين داخل السجن العسكري، وهو ما يجعله أحد أبرز الأسماء المرتبطة بانتهاكات ممنهجة طالت آلاف السجناء.
وتمت إحالة اللواء السابق إلى الجهات المختصة لاستكمال التحقيقات تمهيدًا لعرضه على القضاء.
صيدنايا.. سجن الرعب والسرية
ويُعدّ سجن صيدنايا أحد أكثر السجون إثارةً للجدل والرعب في سوريا، إذ وثّقت منظمات حقوقية دولية مقتل آلاف المعتقلين بشكل سري ومنهجي بداخله، مشيرةً إلى أن الإعدامات الجماعية كانت تُنفذ أسبوعيًا دون محاكمات خلال الفترة ما بين عامي 2011 و2015.
ماذا بعد؟
بهذا الاعتقال، تعيد وزارة الداخلية السورية فتح ملفٍ من أكثر ملفات الانتهاكات دمويةً وغموضًا، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الخطوة بداية لمحاسبة حقيقية أم مجرد إجراء محدود يطال أحد أبرز وجوه النظام السابق.