الخرطوم تحت سيطرة الجيش.. ماذا بعد استعادة العاصمة؟

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

بعد عامين من المعارك والحروب المستمرة، أعلن قائد الجيش السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، “تحرير” الخرطوم بالكامل من قوات الدعم السريع. وجاء ذلك في خطاب متلفز من القصر الرئاسي، حيث أكد أن “الأمر انتهى”، مشيرًا إلى حسم المعركة لصالح الجيش.

لماذا هذا مهم؟

جاءت سيطرة الجيش على الخرطوم بعد سلسلة انتصارات استراتيجية، أبرزها استعادة مطار الخرطوم الدولي والقصر الجمهوري، إضافة إلى مقرات المخابرات والمرافق الاستراتيجية. وأكدت مصادر عسكرية نجاح خطة فرض السيطرة الكاملة، مما أدى لانهيار خطوط إمداد الدعم السريع وانسحابها من عدة أحياء. وشهدت العاصمة انتشارًا مكثفًا للجيش في شوارع رئيسية كشارع الستين وعبيد ختم ومنطقة الصحافة، عقب إزالة تحصينات الدعم السريع.

هبوط أول طائرة منذ عامين.. رسالة نصر؟

وفي مشهد يعكس التغيير الكبير في ميزان القوى، هبطت أول طائرة عسكرية في مطار الخرطوم الدولي منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، وكان على متنها عبد الفتاح البرهان. وهذه الخطوة لم تكن مجرد حدث عسكري، بل رسالة واضحة للعالم بأن العاصمة باتت تحت سيطرة الجيش بالكامل، وأن صفحة جديدة تُكتب في الصراع الدائر بالبلاد.

هل انتهت الحرب؟

رغم استعادة الجيش للخرطوم، إلا أن المعارك لم تنتهِ تمامًا. قوات الدعم السريع لا تزال متغلغلة في أجزاء واسعة من إقليم دارفور بغرب السودان، حيث عززت من انتشارها وسط تصاعد المخاوف من انقسام البلاد فعليًا إلى مناطق نفوذ متنافسة.وفي الوقت نفسه، يواجه السودان أكبر أزمة إنسانية في العالم، وفقًا للأمم المتحدة، مع 12.5 مليون نازح، وانتشار المجاعة والأوبئة في مختلف أنحاء البلاد. والحرب التي اندلعت في 2023، بينما كان السودان يحاول الانتقال إلى الحكم الديمقراطي، أعادت البلاد إلى دوامة الفوضى وعدم الاستقرار.

ماذا بعد استعادة الخرطوم؟

إحكام الجيش قبضته على العاصمة يمثل تحولًا استراتيجيًا مهمًا، لكنه لا يعني بالضرورة نهاية الصراع. مستقبل السودان سيعتمد على عدة عوامل، أبرزها:

قدرة الجيش على توحيد البلاد ومنع أي محاولات للتمرد أو إعادة التنظيم من قبل قوات الدعم السريع.

الموقف الدولي والإقليمي، حيث تراقب القوى الكبرى الوضع عن كثب، وسط تحركات دبلوماسية لوقف الحرب.

الوضع الإنساني، إذ يحتاج الملايين إلى مساعدات عاجلة، ما يتطلب استقرارًا أمنيًا وسياسيًا لبدء عمليات الإغاثة وإعادة الإعمار.

ماذا بعد؟

بينما يحتفل الجيش بانتصاره في الخرطوم، لا يزال السودان يواجه مستقبلاً غامضًا. هل سيتمكن من تجاوز هذه الأزمة والعودة إلى المسار الديمقراطي؟ أم أن البلاد ستنجر إلى مزيد من الانقسامات والحروب؟

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *