الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك والصين.. من يفوز؟

#image_title

ماذا حدث؟

في خطوة تصعيدية تهدد استقرار الأسواق العالمية، فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعريفات جمركية بنسبة 25% على واردات كندا والمكسيك إلى الولايات المتحدة، إلى جانب رسوم جديدة على الصادرات الصينية.

قد دخلت هذه التعريفات حيز التنفيذ صباح الثلاثاء، ما أثار موجة من القلق في الأسواق المالية.

لم يمر هذا الإجراء دون رد، إذ أعلنت كندا عن فرض تعريفات انتقامية بنسبة 25% على بضائع أمريكية بقيمة 155 مليار دولار، منها 30 مليار دولار تم تنفيذها فورًا، فيما ستطبق البقية خلال 21 يومًا.

من جانبها، ردت الصين بفرض رسوم تصل إلى 15% على واردات زراعية أمريكية تشمل الدجاج والذرة والقمح والقطن، بينما ألمحت المكسيك إلى استعدادها لاتخاذ إجراءات مماثلة.

لماذا هذا مهم؟

يهدد هذا التصعيد بإشعال حرب تجارية غير مسبوقة بين الدول الأربع، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار داخل الولايات المتحدة، وزيادة التضخم، وفقدان مئات الآلاف من الوظائف، فضلًا عن تعطيل سلاسل الإمداد التجارية.

وفقًا لنموذج تحليل التجارة العالمية (GTAP)، فإن فرض هذه التعريفات سيؤدي إلى انخفاض النمو الاقتصادي الأمريكي بنسبة 0.25%، وقد تتفاقم الخسائر إلى 0.3% إذا ردت كندا والمكسيك بإجراءات مماثلة، مما يعادل خسارة تصل إلى 75 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي.

أما بالنسبة لكندا والمكسيك، فتشير التقديرات إلى أن هذه الإجراءات ستخفض النمو الاقتصادي فيهما بنسبة تصل إلى 3%، وهو ما يعني فقدان 510,000 وظيفة في كندا و2.2 مليون وظيفة في المكسيك.

كما أن هذه الحرب التجارية تعيق جهود ترامب في تقليل الاعتماد على سلاسل التوريد الصينية، إذ ستدفع الدول المتضررة إلى تعزيز علاقاتها التجارية مع الصين بديلًا للولايات المتحدة.

ماذا بعد؟

مع تصاعد التوترات، يبدو أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك لن تتوقف عند هذا الحد، فبينما تؤكد إدارة ترامب أن هذه التعريفات ضرورية لحماية الأمن القومي الأمريكي ومكافحة تهريب المخدرات، يراها قادة كندا والمكسيك إجراءات تعسفية تهدد أكبر شراكة تجارية في العالم، والمتمثلة في اتفاقية USMCA التي حلت محل NAFTA.

إذا استمرت هذه السياسات الحمائية، فمن المحتمل أن تؤدي إلى إعادة تشكيل النظام التجاري العالمي، حيث ستسعى الدول المتضررة إلى إيجاد بدائل للأسواق الأمريكية، مما يعزز نفوذ الصين على حساب الولايات المتحدة.

كما أن المستثمرين والشركات الكبرى قد يواجهون ضغوطًا هائلة نتيجة اضطراب الأسواق وتقلبات الأسعار، مما قد يدفع بعضهم إلى نقل عملياتهم خارج أمريكا الشمالية.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *