الجيش اللبناني يواجه أنصار حزب الله بالقوة.. ماذا يحدث في بيروت؟

#image_title

ماذا حدث؟

في خطوة غير مألوفة، تصدّى الجيش اللبناني بقوة لأنصار حزب الله الذين قطعوا طريق مطار بيروت الدولي احتجاجًا على منع طائرة إيرانية من الهبوط. وهذا التدخل، الذي استمر على مدى ثلاثة أيام، يعكس تحوّلًا لافتًا في تعامل المؤسسة العسكرية مع الحزب، ما أثار تساؤلات حول ما إذا كان ذلك بداية لمرحلة جديدة من إعادة التوازن في المشهد السياسي اللبناني.

بداية الأزمة.. لماذا أغلق أنصار حزب الله طريق المطار؟

اندلعت الأحداث بعدما منعت السلطات اللبنانية طائرة إيرانية من الهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي، الخميس الماضي، بسبب تهديدات إسرائيلية، ما دفع أنصار حزب الله إلى إغلاق طرق رئيسية، أبرزها طريق المطار، للضغط على الحكومة. إلا أن الجيش اللبناني تدخل بالقوة لفتح الطرق، مما زاد التوتر في العاصمة.

لماذا هذا مهم؟

لطالما كان الجيش اللبناني يتجنب المواجهة المباشرة مع أنصار حزب الله، لكن هذه المرة جاء ردّه حاسمًا، مستخدمًا القوة لتفريق المحتجين وإعادة فتح الطرق، في خطوة تحمل دلالات سياسية وعسكرية عميقة.وأكد الجيش، في سلسلة بيانات، أنه لن يسمح بإغلاق الطرق أو تعطيل المرافق الحيوية، مشددًا على أن دوره يتمثل في حماية الأمن والاستقرار، وليس السماح لأي طرف بفرض أجندته بالقوة.وتزامنت هذه التطورات مع دخول لبنان مرحلة سياسية جديدة، عقب انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل الحكومة، والشروع في مسار الإصلاح والإنقاذ.وأسفرت المواجهات بين الجيش اللبناني ومناصري حزب الله، السبت الماضي، عن إصابة 23 عسكرياً على طريق مطار بيروت الدولي. وفي المقابل، أعرب الحزب في بيان عن استنكاره لما وصفه بـ”إطلاق بعض عناصر الجيش قنابل مسيلة للدموع على المعتصمين”، معتبراً ذلك “اعتداءً غير مبرر ومحاولة مشبوهة لإقحام الجيش في مواجهة مع أبناء شعبه”.

احتجاجات واعتداءات.. من يوجه الرسائل؟

امتدت الاضطرابات إلى بيروت ومحيط المطار، حيث شهدت اعتداءات على الجيش اللبناني و”اليونيفيل”، ما دفع قيادة الجيش إلى إصدار بيان حازم أكدت فيه عدم التهاون مع أي إخلال بالأمن، مشددة على دورها في منع الفوضى وحماية المرافق العامة والخاصة. وأكد البيان أن المؤسسة العسكرية مصممة على فرض سيادة الدولة والتصدي لأي محاولات لزعزعة الاستقرار. ويرى مراقبون أن تصعيد حزب الله يأتي في محاولة لإثبات وجوده بعد سلسلة من الضربات التي تلقاها داخليًا وخارجيًا.

ماذا بعد؟

في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال، هل انتهى عصر تجنّب المواجهة بين الجيش اللبناني وحزب الله؟ تدخل الجيش قد يكون مؤشرًا على تغييرات أعمق وسط ضغوط لإنهاء ازدواجية السلطة، لكن نفوذ الحزب العسكري والسياسي يجعل الصراع على النفوذ أكثر تعقيدًا وحسمًا.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *