ماذا حدث؟
في مشهد يُشبه حبكة درامية سياسية معقدة، تلقّت العاصمة المجرية بودابست طلبًا رسميًا من المحكمة الجنائية الدولية لإلقاء القبض على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد ساعات فقط من هبوط طائرته على أرض المطار في زيارة رسمية. لكن الرد المجري لم يكن تنفيذًا، بل جاء أكثر إثارة، وهو انسحاب فوري من المحكمة الجنائية الدولية.
رسالة سرّية واتهامات خطيرة
القناة 12 الإسرائيلية كشفت عن وثيقة مسرّبة من المحكمة الدولية وصلت إلى الحكومة المجرية، تتضمن طلبًا باعتقال نتنياهو وفقًا للمادة 92 من نظام روما الأساسي. وجاء في الوثيقة أن المحكمة تتهم نتنياهو باستخدام التجويع كسلاح في الحرب وارتكاب جرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة.واحتوت الرسالة على بيانات شخصية لرئيس الحكومة الإسرائيلي، منها اسمه الكامل وتاريخ ميلاده ومحل إقامته، مع تأكيد على ضرورة “السرية الكاملة في الإجراءات”، والتعهد بطلب النقل إلى لاهاي فور تنفيذ التوقيف.
المجر ترفض التنفيذ وتنسحب من المحكمة
رغم فداحة التهم وجدية الطلب، كان الرد المجرّي صادمًا للمجتمع الدولي. ولم تكتف حكومة فيكتور أوربان بتجاهل مذكرة المحكمة، بل أعلنت رسميًا انسحابها من عضوية المحكمة الجنائية الدولية، مؤكدة أنها لم تعد ملتزمة بنظام روما الأساسي.وبرر أوربان الموقف قائلاً: “ليس من اللائق اعتقال الضيوف أثناء زياراتهم الرسمية”، مشددًا على أن “إسرائيل دولة صديقة، والمجر لا ترى مبررًا لتنفيذ هذا الطلب”.
نتنياهو يهاجم المحكمة من بودابست
الزيارة إلى المجر، التي تُعد أول محطة أوروبية لنتنياهو منذ صدور مذكرة التوقيف بحقه قبل نحو خمسة أشهر، لم تمر بهدوء. واستغل نتنياهو الفرصة لتوجيه هجوم مباشر ضد المحكمة الجنائية الدولية، واصفًا إياها بـ”المنظمة الفاسدة”، معربًا عن أمله في ألا تكون المجر آخر من ينسحب منها.
ماذا بعد؟
وفي ختام زيارته التي أثارت جدلًا واسعًا، غادر نتنياهو بودابست متوجهًا إلى الولايات المتحدة، حيث من المقرر أن يجري محادثات مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تتناول ملفات شائكة أبرزها الرسوم الجمركية والملف الإيراني.