البرنامج النووي الإيراني 2025.. بين الضربات العسكرية وضباب الغموض

البرنامج النووي الإيراني 2025.. بين الضربات العسكرية وضباب الغموض

ماذا حدث؟

عشية 13 يونيو/حزيران 2025، كان العالم يعرف تفاصيل دقيقة عن البرنامج النووي الإيراني، لكن بعد 12 يومًا، وبحلول 24 يونيو، غطى الغموض كل أبعاد الملف وسط حالة من عدم اليقين العالمي.

موجة الهجمات الإسرائيلية

في فجر 13 يونيو/حزيران، شنت إسرائيل هجمات جوية دقيقة على إيران بمقاتلات وطائرات مسيرة وعمليات داخلية، مستهدفة منشأة نطنز والقيادات العسكرية والعلماء النوويين.

وردّت إيران بضربات صاروخية وطائرات مسيرة وصفها المراقبون بالأشد منذ تأسيس إسرائيل.

خلال الأيام الأربعة التالية، استهدفت إسرائيل قواعد الدفاع الجوي، وصولًا إلى مفاعل آراك ومنشآت أصفهان دون أي تأثير إشعاعي.

تدخل أمريكي واسع

في 22 يونيو/حزيران، شنت الولايات المتحدة ضربات على منشأة فوردو، إضافة إلى نطنز وأصفهان، باستخدام القاذفات الشبحية وأسلحة دقيقة ضمن عملية “مطرقة منتصف الليل”.وشاركت أكثر من 125 طائرة و75 سلاحًا موجّهًا بدقة، وفق قائد الجيش دان كين.

وأعلن ترامب أن الضربات دمرت البرنامج النووي الإيراني بالكامل، مع دخول اتفاق وقف النار بين إسرائيل وإيران حيز التنفيذ في 23 يونيو.

الضباب يخيّم على المشهد

رغم الضربات، أكد مسؤولون أمريكيون أن العناصر الجوهرية للبرنامج النووي الإيراني لم تتأثر، ما أبقى القدرات قائمة.

وأعلنت إيران تقييد وصول المفتشين وعلّقت التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع التلويح بالانسحاب من معاهدة الحد من الانتشار النووي كإجراء ردعي.

توترات دبلوماسية ومستقبل التعاون

رغم نفي إيران لأي نية عسكرية، بقيت قدرتها على إنتاج سلاح نووي غير مؤكدة. في يوليو وافقت على استقبال فريق فني للوكالة للتعاون الفني دون تفقد المنشآت، واستؤنف التفتيش في أغسطس بزيارة بوشهر، قبل توقيع اتفاق القاهرة في 10 سبتمبر لاستئناف التعاون والإجراءات التفتيشية بعد أشهر من الغموض.

آلية الزناد والعقوبات الدولية

قبل اتفاق القاهرة، أطلقت الترويكا الأوروبية في أغسطس/آب “آلية الزناد” لإعادة فرض العقوبات على إيران بعد انتهاء المهلة، بما في ذلك حظر الأسلحة وتدابير اقتصادية.

وفشل تمديد المهلة من روسيا والصين في سبتمبر/أيلول، أدى إلى دخول عقوبات الأمم المتحدة الصارمة حيز التنفيذ، بينما أعلن وزير الخارجية عباس عراقجي أن اتفاقية القاهرة لم تعد أساسًا للتعاون مع الوكالة.

ماذا بعد؟

حتى الآن، يبقى البرنامج النووي الإيراني في دائرة غموض واسعة، وسط روايتين متناقضتين: إما نهاية شبه كاملة للبرنامج أو تضرر محدود للمنشآت النووية المحصنة، مع عدم وضوح وضع مخزون اليورانيوم المخصب وقدرة إيران على رفع التخصيب، تاركًا ملف العام 2025 مفتوحًا أمام الأحداث الجديدة في العام المقبل.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *