الاعتراف بالدولة الفلسطينية.. هل تنجح الجهود هذه المرة؟

الاعتراف بالدولة الفلسطينية.. ماذا يعني ذلك للقضية؟

ماذا حدث؟

شهدت الجهود الدبلوماسية للاعتراف بالدولة الفلسطينية تصعيداً كبيراً في سبتمبر 2025، مع اقتراب الجمعية العامة للأمم المتحدة في 23 سبتمبر، حيث أعلنت دول غربية مثل أستراليا، وبلجيكا، وكندا، وفرنسا، والبرتغال، وبريطانيا، ولوكسمبورغ، ومالطا عن نيتها الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية، مما يرفع العدد إلى 153 دولة من أصل 193 عضواً في الأمم المتحدة بحلول 22 سبتمبر.

في 12 سبتمبر، اعتمدت الجمعية العامة “إعلان نيويورك” الذي يدعم حل الدولتين، ويستنكر حماس، ويطالب بإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة على حدود 1967 بعاصمتها القدس الشرقية.

الجهود تُشكل تطوراً عن إعلان الاستقلال الفلسطيني عام 1988، الذي حظي بـ78 اعترافاً أولياً، وترقية الوضع إلى “دولة مراقب غير عضو” في 2012، لكنها تواجه معارضة أمريكية تمنع الاعتراف الكامل عبر مجلس الأمن.

لماذا هذا مهم؟

يُعد هذا الدعم الغربي الجديد انتصاراً دبلوماسياً كبيراً للفلسطينيين، خاصة بعد عامين من الهجوم في 7 أكتوبر 2023 الذي أدى إلى دعم غربي لإسرائيل، حيث يُظهر تحولاً في الرأي العام العالمي نحو حل الدولتين، مما يُضغط على إسرائيل للتنازل عن السيطرة على الأراضي المحتلة منذ 1967 (الضفة الغربية، وغزة، والقدس الشرقية)، التي تشكل 22% من فلسطين التاريخية.

أهمية الدعم تكمن في أن الاعتراف يعزز الشرعية الدولية لفلسطين، مما يفتح أبواباً للانضمام إلى محاكم دولية مثل الجنائية الدولية لمحاسبة الانتهاكات، ويُعيد إحياء أمل الثورة الفلسطينية منذ 1969، عندما اعتمدت منظمة التحرير الفلسطينية هدف الدولة كحل تدريجي.

ومع ذلك، يظل رمزياً إذا لم يُترجم إلى سيادة فعلية، حيث يُسيطر إسرائيل عسكرياً على الأراضي، ويُعيق نظام التصاريح الحياة اليومية، مما يُذكّر بالفشل السابق لاتفاقيات أوسلو 1993 التي أدت إلى سلطة فلسطينية مقيدة دون استقلال حقيقي.

هذا الدعم يُعكس أيضاً ضغطاً شعبياً، كما في المظاهرات الأمريكية في نيويورك في 18 سبتمبر، ويُهدد سمعة إسرائيل دولياً في ظل اتهامات بالإبادة الجماعية في غزة.

ماذا بعد؟

مع انعقاد الجمعية العامة، يُتوقع أن يؤدي الاعتراف الجديد إلى زيادة الضغط على مجلس الأمن، لكن الفيتو الأمريكي سيمنع عضوية كاملة، مما يبقي الاعتراف رمزياً دون تغيير ميداني.

قد تُقدم الدول المعترفة دعماً اقتصادياً ودبلوماسياً، مثل مشاريع الإعمار في غزة، لكن نجاح الجهود يعتمد على وقف الحرب وانسحاب إسرائيلي، خاصة مع رفض بريطانيا الاعتراف إلا بشرط تخفيف المعاناة في غزة.

على المدى الطويل، قد يُعيد هذا الدعم إحياء مفاوضات أوسلو، لكن دون ضغط دولي قوي، سيظل الوضع كما هو، مع استمرار الاحتلال.

في النهاية، النجاح يتطلب تضافراً بين الاعتراف الدولي والمقاومة الفلسطينية لتحقيق دولة كاملة السيادة، وإلا سيكون مجرد خطوة رمزية في تاريخ طويل من الوعود غير المحققة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *