كتب- محمد النجار:
ماذا حدث؟
أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موجة من الجدل الدولي بعد أن أعلن خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن رغبته في أن تسيطر الولايات المتحدة على قطاع غزة وتعيد تطويره.
وصف ترامب غزة بأنها “عقار ساحلي قيم”، متحدثًا عن تحويلها إلى منتجع دولي يعيش فيه ممثلون من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الفلسطينيون.
جاءت هذه التصريحات في إطار سلسلة من الأفكار التوسعية التي طرحها ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض، مثل استعادة قناة بنما وضم جرينلاند من الدنمارك.
لماذا هذا مهم؟
تصريحات ترامب حول غزة تعكس تحولًا في سياسته الخارجية من شعار “أمريكا أولاً” إلى “أمريكا أكثر”، حيث يسعى إلى توسيع النفوذ الأمريكي عبر السيطرة على أراضٍ جديدة.
هذه الأفكار، وإن بدت غريبة، إلا أنها تتماشى مع رؤية ترامب للعالم كفرصة تجارية كبيرة.
ومع ذلك، فإن هذه الخطط تتعارض مع القانون الدولي وتثير مخاوف حقوقية، خاصة فيما يتعلق بتهجير الفلسطينيين قسرًا، وهو ما وصفه نشطاء حقوق الإنسان بـ”التطهير العرقي”.
من ناحية أخرى، فإن هذه التصريحات تهدد بتقويض الجهود الدولية لإيجاد حل للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي عبر حل الدولتين، فبدلًا من دعم قيام دولة فلسطينية مستقلة، يبدو أن ترامب يسعى إلى إعادة تشكيل المنطقة وفقًا لمصالح أمريكية، مما قد يؤدي إلى تفاقم التوترات في الشرق الأوسط.
ماذا بعد؟
في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال: هل ستنجح الولايات المتحدة في تحقيق طموحاتها التوسعية في غزة؟
من المرجح أن تواجه هذه الخطط معارضة قوية من الفلسطينيين، الذين يعتبرون غزة جزءًا لا يتجزأ من أرضهم، ومن المجتمع الدولي الذي يدعم حل الدولتين.
كما أن تصريحات ترامب قد تزيد من عزلة الولايات المتحدة على الساحة الدولية، خاصة في ظل انعدام الدعم الشعبي الأمريكي لهذه الأفكار، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أن أقل من 20% من الأمريكيين يؤيدون خطط ترامب التوسعية.
ختامًا، فإن تصريحات ترامب حول غزة ليست مجرد أفكار طموحة، بل هي انعكاس لرؤيته الخاصة للسياسة الخارجية التي تضع المصالح الأمريكية فوق كل الاعتبارات، ويبقى السؤال: هل يمكن تحقيق هذه الأهداف دون إثارة المزيد من الصراعات في منطقة تعاني بالفعل من عدم الاستقرار؟