الأزهر في مرمى النيران.. بيان محذوف يثير العاصفة في مصر

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

جدل واسع ضرب الأوساط المصرية والعربية بعد خطوة مفاجئة من الأزهر الشريف، الذي سحب بيانًا كان قد نشره حول الأوضاع الإنسانية الكارثية في غزة، ما فتح الباب أمام تساؤلات حول دوافع الحذف، وهل جاء بقرار ذاتي أم تحت ضغوط سياسية.

بيان صادم.. ثم حذف سريع

قبل أيام، نشر الأزهر بيانًا شديد اللهجة على حساباته الرسمية، أطلق فيه نداءً عالميًا لإنقاذ المدنيين في غزة، وقال إن “آلاف الأطفال والأبرياء يُقتلون بدم بارد”، محذرًا من كارثة إنسانية مروعة نتيجة الجوع والعطش ونفاد الدواء وتوقف الخدمات الطبية.

ولم تمضِ دقائق على نشر البيان حتى فوجئ المتابعون بحذفه من كافة منصات الأزهر، دون أي توضيح فوري، مما أشعل تفاعلات مكثفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

“براءة أمام الله”.. ومساءلة للصمت الدولي

في النسخة المحذوفة من البيان، أكد الأزهر أنه “ليبرأ أمام الله من هذا الصمت العالمي المريب”، محمّلًا “كل داعم لهذا العدوان مسؤولية الدماء التي تُسفك، والأرواح التي تُزهق، والبطون التي تتضور جوعًا في غزة”.

بيان توضيحي.. حقن الدماء أولًا

وفي اليوم التالي، أصدر الأزهر بيانًا توضيحيًا شرح فيه أسباب الحذف، مؤكداً أنه “بادر بسحب بيانه بكل شجاعة ومسؤولية” بعد إدراك أن توقيت النشر قد يؤثر سلبًا على المفاوضات الجارية من أجل هدنة إنسانية في القطاع.

وجاء في البيان: “آثر الأزهر الشريف مصلحة حقن الدماء المسفوكة يوميًا في غزة، وأملاً في أن تنتهي المفاوضات إلى وقف فوري لشلالات الدماء، وتوفير أبسط مقومات الحياة التي حُرم منها هذا الشعب الفلسطيني المظلوم”.

لماذا هذا مهم؟

قرار الحذف لم يمر مرور الكرام، إذ تساءل كثيرون عن دوافعه الحقيقية، وهل جاء بالفعل بدافع الحرص على مسار التهدئة، أم نتيجة لضغوط مورست على المؤسسة الدينية العريقة.

بينما رأى آخرون أن بيان الأزهر، رغم حذفه، كان صرخة ضمير حقيقية في وجه التواطؤ الدولي مع ما وصفوه بـ”الإبادة الجارية في غزة”.

المأساة مستمرة.. وأرقام تثير الذهول

وسط هذه التجاذبات، تتواصل الكارثة الإنسانية في القطاع، حيث أعلن مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان أن أكثر من 1054 فلسطينيًا قُتلوا أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات الغذائية.

من جانبه، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الوضع في غزة بأنه “رمق أخير لنظام إنساني قائم على المبادئ”، مشيرًا إلى أن “الجوع يدق كل باب”، ومنددًا بتجاهل القانون الدولي.

تحركات دولية خجولة

وفي المقابل، رحّبت القاهرة ببيان صادر عن وزراء خارجية 25 دولة، دعا إلى وقف الحرب على غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل.لكن هذه التحركات لا تزال، بنظر مراقبين، بعيدة عن حجم الكارثة المستمرة في القطاع منذ أشهر.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *