ماذا حدث؟
نشرت مجلة ذي أتلانتيك تحقيقًا يكشف أسرار محمد حسين تاجيك، ضابط إيراني عمل جاسوسًا مزدوجًا لصالح الـCIA، قدّم معلومات حساسة أدت لسقوط قادة مسلحين، قبل أن يقتله والده.
وفي أبريل 2016، كشف تاجيك للصحفي شين هاريس عن تورطه في ملفات الأمن الإيراني الحساسة، بدءًا من حادثة سقوط الطائرة الأمريكية المسيرة RQ-170 في كاشمر عام 2011.
اللقاء المشفر والتحقيق التدريجي
بعد مراسلات عبر البريد الإلكتروني، تواصل تاجيك مع هاريس عبر تطبيقات مشفرة، واتفقا على لقاء مباشر في مايو 2016.
خلال اللقاء، أجرى تاجيك سلسلة من الاختبارات للتحقق من هوية الصحفي، مؤكدًا أنه ليس مجرد هاكر، بل ضابط مخابرات متمرس يقود وحدة نخبة للحرب الإلكترونية الإيرانية، المسؤولة عن إسقاط الطائرة الأمريكية.
حياة مزدوجة ومهام حساسة
كشف تاجيك أنه كان يخطط للانتقام من قادة إيران الذين أغضبوه، وفي الوقت نفسه كان عميلًا نشطًا للـCIA، يزودها بمعلومات حول حزب الله وإيران، بما في ذلك التخطيط وتنفيذ عمليات إلكترونية ضد أهداف أمريكية ودولية.
كما أورد أنه كان جزءًا من فريق اخترق شبكات اتصالات مالية دولية، بما في ذلك البنك المركزي البنغلاديشي، متسببًا في سرقة 81 مليون دولار، وتقديم تعليمات تقنية لحزب الله للتلاعب بشبكة سويفت.
علاقاته الدولية وعملياته الميدانية
خلال عمله، زار تاجيك لبنان، حيث تواصل مع شخصيات بارزة في حزب الله، ومن بينهم عماد مغنية، رئيس الجناح العسكري للحزب.
وقد ساعدت معلوماته الوكالة الأمريكية وحلفاءها في القضاء على مغنية عام 2008، وهو العام نفسه الذي بدأ فيه العمل لصالح الـCIA.
نهاية مأساوية
في يوليو 2016، بينما كان يخطط للفرار إلى تركيا وفضح أسرار النظام بوثائق سرية، علم والده بخططه. وفي الخامس من يوليو، اقتحم والده مع مسؤول كبير آخر منزل تاجيك، وعثر الأخ الأصغر على جثة محمد، التي دُفنت بسرعة في مقبرة بطهران.
ويشير التقرير إلى أن عناصر من وحدتي العمليات والشؤون الداخلية شاركوا في قتله، بحضور والده.
حياة شخصية غامضة ومهووسة بالغرب
كان تاجيك وحيدًا نسبيًا، غير متزوج، وله علاقة عاطفية طويلة عبر الإنترنت. كما كان مولعًا بالثقافة الغربية والأفلام الأمريكية، مستلهمًا من شخصيات سينمائية في فهمه للعالم والمخابرات.
وقد بدأ عمله في وزارة المخابرات في سن الثامنة عشرة، متدرجًا ليصبح خبيرًا في الرياضيات والحاسوب، وقائدًا لوحدة نخبة في الحرب الإلكترونية.
ماذا بعد؟
يقدم تحقيق ذي أتلانتيك صورة نادرة عن حياة جاسوس مزدوج يعيش بين ولائه لإيران وعمله للـCIA، ويكشف عن عمق الحرب الإلكترونية الإيرانية وقدرتها على التأثير في السياسة والأمن العالمي، قبل أن ينتهي حياته بشكل مأساوي على يد أقرب الناس إليه.