اشتعال الحدود اللبنانية السورية.. خطر حقيقي أم خدعة من حزب الله؟

اشتعال الحدود اللبنانية السورية.. خطر حقيقي أم خدعة من حزب الله؟

ماذا حدث؟

أثيرت تقارير إعلامية ومنشورات على منصات التواصل في لبنان حول “تحركات عسكرية غير مألوفة” على الحدود السورية-اللبنانية، خاصة قرب عرسال، والهرمل، والقاع.

زُعم أن مقاتلين أجانب، بينهم إيغور شاركوا في الحرب السورية، يخططون لـ”الانتقام” من حزب الله، مع أرقام مبالغ فيها تصل إلى 3500 مقاتل.

الجيش اللبناني، في 5 يوليو، نفى هذه الأنباء، محذراً من “شائعات تثير التوتر”، وأكد استقرار الحدود بالتنسيق مع القوات السورية.

الحكومة السورية الجديدة، بدعم أمريكي، تعمل على دمج المقاتلين، بمن فيهم الإيغور، في الجيش السوري تحت “الفرقة 84″، وفقاً لوكالة رويترز في 2 يونيو.

حزب الله نفى تورطه في أي تصعيد حدودي، متهماً جهات بـ”التضليل”، بينما أشارت تقارير إلى استمرار نفوذه عبر شبكات تهريب.

لماذا هذا مهم؟

الحدود اللبنانية-السورية نقطة حساسة بسبب تداخل الأمن السياسي والعسكري بين البلدين، خاصة مع دور حزب الله في سوريا دعماً لنظام الأسد سابقاً.

الشائعات حول مقاتلي الإيغور تعكس محاولات لاستغلال التوترات الطائفية والسياسية في لبنان، حيث يواجه حزب الله ضغوطاً داخلية ودولية لنزع سلاحه بموجب القرار الأممي 1701.

الباحثون أن حزب الله قد يروج لهذه الروايات لتبرير احتفاظه بسلاحه، مستغلاً ذريعة “التهديد الإرهابي”، كما فعل سابقاً ضد داعش والقاعدة.

في المقابل، نفي الجيش اللبناني والسوري لهذه التحركات، مع دمج الإيغور في الجيش السوري، يُضعف هذه الرواية.

التوترات قد تعرقل جهود التهدئة الأمريكية، التي تقترح نزع سلاح حزب الله مقابل انسحاب إسرائيلي ومساعدات اقتصادية للبنان، مما يؤثر على استقرار المنطقة.

ماذا بعد؟

الوضع على الحدود مستقر حالياً، مع حضور مكثف للجيش اللبناني والسوري يحد من التصعيد.

حزب الله قد يلجأ إلى مناوشات محدودة للحفاظ على نفوذه وتبرير سلاحه، خاصة مع ضغوط المبعوث الأمريكي توماس باراك.

دمج مقاتلي الإيغور في الجيش السوري يقلل من مخاطر تحركات مستقلة، لكنه لا ينهي شبكات التهريب التي يُتهم الحزب بالاستفادة منها.

إذا رفض حزب الله الاقتراح الأمريكي، قد يتصاعد التوتر مع إسرائيل، خاصة بعد خرقها وقف إطلاق النار 1358 مرة منذ نوفمبر 2024.

لبنان يواجه مفترقاً: إما قبول الإصلاحات وتسوية سياسية، أو مخاطرة باشتباكات محدودة قد تتسع إذا استغلها حزب الله أو خصومه.

الجيش اللبناني يبقى عامل استقرار، لكن الحل السياسي مع دمشق وبيروت ضروري لمنع الانفلات.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *