ماذا حدث؟
أثارت زيارة وزيرة الثقافة الفرنسية، رشيدة داتي، إلى مدن في الصحراء الغربية ردود فعل متباينة بين المغرب والجزائر، حيث قوبلت بترحيب مغربي اعتبرها تأكيدًا للسيادة الوطنية، في حين وصفتها الجزائر بأنها تصعيد جديد يهدد استقرار المنطقة.ومن جانبها، أدانت الخارجية الجزائرية الزيارة، واعتبرتها “استخفافًا بالشرعية الدولية” من قبل فرنسا، التي تعد عضوًا دائمًا في مجلس الأمن.
لماذا هذا مهم؟
الخارجية الجزائرية أكدت أن هذه الخطوة تعزز “الأمر الواقع المغربي”، مشددة على أن الصحراء الغربية لا تزال “إقليمًا لم يكتمل مسار تصفية الاستعمار فيه”، داعية إلى احترام “حق تقرير المصير” لسكانها.وأضافت الجزائر أن هذه الخطوة تعكس انحيازًا فرنسيًا واضحًا لصالح المغرب، ما قد يعقد جهود التسوية الأممية ويفاقم التوترات في المنطقة.
ترحيب مغربي وزيارة غير مسبوقة
وفي المقابل، وصفت الحكومة المغربية الزيارة بأنها “تاريخية”، إذ إنها المرة الأولى التي يزور فيها عضو في الحكومة الفرنسية الأقاليم الجنوبية للمملكة. وخلال وجودها في مدينة العيون، أكدت داتي أن “هذه الزيارة تعكس موقف فرنسا الواضح بأن مستقبل هذه المنطقة مرتبط بالسيادة المغربية”، مشيرة إلى تصريحات سابقة للرئيس إيمانويل ماكرون بهذا الشأن.
تحولات في الموقف الفرنسي؟
تثير هذه الزيارة تساؤلات حول إمكانية تحول السياسة الفرنسية تجاه ملف الصحراء الغربية، خاصة في ظل الدعم المتزايد الذي تلقاه الرباط من دول أوروبية أخرى. كما يطرح البعض تساؤلات عما إذا كانت هذه الخطوة قد تشجع دولًا أخرى على اتخاذ مواقف مماثلة، الأمر الذي قد يزيد من عزلة الجزائر دبلوماسيًا في هذا الملف.
ماذا بعد؟
العلاقات بين الجزائر وفرنسا شهدت توترًا ملحوظًا منذ إعلان ماكرون في يوليو 2024 دعمه للسيادة المغربية على الصحراء، وهو الموقف الذي قوبل برفض جزائري قاطع، إلى جانب اعتراضات من جبهة البوليساريو. وتفاقم الخلاف الدبلوماسي بين باريس والجزائر، خاصة بعد اعتقال السلطات الجزائرية للكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال، في خطوة اعتُبرت تصعيدًا إضافيًا في العلاقة المتوترة بين البلدين.وفي ظل هذه التطورات، يبدو أن زيارة داتي قد تساهم في تعميق الخلافات بين المغرب والجزائر، وربما تؤدي إلى مزيد من التوترات في العلاقات الفرنسية-الجزائرية، مما يعكس تعقيد الملف الصحراوي في الساحة الدولية.