ماذا حدث؟
لليلة السادسة على التوالي، تواصلت الوقفات الاحتجاجية في مدن مغربية عدة، وسط تنامي الأصوات المطالبة برحيل الحكومة الحالية برئاسة عزيز أخنوش.
الحراك الذي تقوده الحركة الشبابية المسماة “جيل زد 212″، أكد التزامه بسلمية التظاهرات، لكنه شدد في الوقت نفسه على مطلب رئيسي لا تنازل عنه: إقالة الحكومة.
تصاعد الغضب الشعبي
الخميس (2 أكتوبر/تشرين الثاني 2025)، خرج محتجون في العاصمة الرباط والدار البيضاء وأكادير ومراكش، رافعين شعارات مباشرة تطالب بإسقاط الحكومة ورئيسها.
وعلى خلاف الأيام الأولى، لم تلجأ السلطات هذه المرة إلى القمع، بل أظهرت تسجيلات ميدانية “أعوان السلطة” وهم يرافقون المتظاهرين بهدوء.
قتلى وأحداث دامية
الاحتجاجات التي بدأت سلمية، تحولت إلى أعمال عنف غير مسبوقة في مدن أخرى لم تشملها الدعوات الأصلية، حيث قُتل ثلاثة أشخاص برصاص قوات الدرك جنوب البلاد خلال محاولتهم اقتحام ثكنة عسكرية.
رئيس الوزراء عزيز أخنوش أعرب عن أسفه لما وصفه بـ”الأحداث المؤسفة”، فيما أوضح المتحدث باسم وزارة الداخلية رشيد الخلفي أن إطلاق النار تم “دفاعًا عن النفس”.
مواجهات واعتقالات واسعة
ليلة الثلاثاء كانت الأكثر سخونة، مع اندلاع مواجهات في وجدة (شرق) وإنزكان (جنوب)، أسفرت عن إصابة نحو 300 شخص معظمهم من الشرطة، واعتقال أكثر من 400 آخرين.
ورغم الإفراج عن معظم الموقوفين لاحقًا، ما يزال 134 شخصًا يواجهون المحاكمة بينهم ستة محتجزين حتى الآن، بحسب الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.
بيانات الحركة ورسائلها
في بيانها الأخير، شددت “جيل زد 212” على أن احتجاجاتها “ستظل سلمية بالكامل”، رافضة أي مظهر من مظاهر التخريب أو العنف.
الحركة جدّدت أيضًا مطالبها بإطلاق سراح المعتقلين المرتبطين بالتظاهرات، والإفراج عن كافة معتقلي الرأي والحركات الطلابية.
كما طالبت بتعليم عادل دون تفاوتات، وخدمات صحية متساوية لكل المواطنين، قبل أن توجه رسالة مباشرة إلى الملك محمد السادس دعت فيها إلى إقالة الحكومة الحالية لفشلها في حماية الحقوق الدستورية للمغاربة والاستجابة للمطالب الاجتماعية.
ماذا بعد؟
ورغم الزخم الذي أحدثته الحركة، تبقى هوية القائمين عليها غامضة. لكن المؤكد أن منتسبيها يجتمعون كل ليلة عبر منصة “ديسكورد” للتصويت واتخاذ القرارات. اسمها يجمع بين “جيل زد” أي المولودين في نهاية التسعينات وبداية الألفية، والرقم (212) رمز الاتصال الدولي بالمغرب.