ماذا حدث؟
في خطوة مفاجئة حملت مؤشرات على تحولات محتملة في المشهد الإقليمي، كشفت وسيلة إعلامية فرنسية، نقلاً عن مصدر دبلوماسي مقيم في دمشق، عن عقد اجتماع مباشر بين مسؤول سوري وآخر إسرائيلي، يوم السبت، في العاصمة الأذربيجانية باكو.
اللقاء، الذي وُصف بأنه غير رسمي وسري، جرى على هامش الزيارة الرسمية التي أجراها الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع إلى أذربيجان، وسط تكتم رسمي من الجانبين.
الشرع لم يشارك.. والمحادثات “أمنية بامتياز”
وبحسب المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، فإن اللقاء تم بالفعل، لكن دون مشاركة مباشرة من الرئيس أحمد الشرع، الذي اكتفى بزيارته البروتوكولية ولقاءاته مع المسؤولين الأذريين، وعلى رأسهم الرئيس إلهام علييف.
وأوضح المصدر أن المحادثات التي جرت بين الجانبين السوري والإسرائيلي، ركزت بشكل أساسي على الوجود العسكري الإسرائيلي المستحدث داخل الأراضي السورية، لا سيما في المناطق الجنوبية التي شهدت توغلات إسرائيلية بعد سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد قبل 7 أشهر.
لماذا هذا مهم؟
رغم عدم صدور أي إعلان رسمي من دمشق بشأن هذا اللقاء، فإن المصدر ذاته لفت إلى أن السلطات السورية الجديدة كانت قد أقرت سابقًا بوجود مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، تهدف إلى احتواء التصعيد الأمني والعسكري، خاصة بعد الضربات الجوية المتكررة التي نفذتها إسرائيل ضد مواقع عسكرية سورية.
كما تأتي هذه المحادثات في سياق التطورات التي أعقبت انهيار النظام السابق، واندفاع القوات الإسرائيلية داخل الجنوب السوري، وسط حالة من التوتر الإقليمي المتصاعد.
باكو منصة تفاهمات.. واتفاقيات طاقة تلوح في الأفق
زيارة الشرع لأذربيجان لم تقتصر على الجانب السياسي فحسب، بل شهدت توقيع اتفاقات استراتيجية بين الجانبين، حيث أعلنت الرئاسة الأذربيجانية أن باكو ستبدأ بتصدير الغاز إلى سوريا عبر الأراضي التركية، في خطوة اعتُبرت تمهيدًا لانفتاح اقتصادي واسع النطاق بين البلدين.
ماذا بعد؟
اللقاء السري في باكو، وإن لم يُعلَن رسميًا، يشير إلى إمكانية وجود قنوات مفتوحة بين النظام السوري الانتقالي وإسرائيل، وسط تساؤلات حول ما إذا كان هذا الاجتماع يمهّد لمسار تطبيعي جديد، أم أنه مجرد محاولة لتبريد جبهة الجنوب السوري، في ظل المتغيرات الحادة التي تعصف بالمنطقة.