اجتماع ترامب مع قادة أوروبا.. هل تنتهي الحرب الأوكرانية؟

اجتماع ترامب مع قادة أوروبا.. هل تنتهي الحرب الأوكرانية؟

ماذا حدث؟

في 18 أغسطس 2025، استضاف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وسبعة قادة أوروبيين في البيت الأبيض لمناقشة إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.

جاء الاجتماع بعد قمة ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، حيث بدا ترامب يميل نحو المطالب الروسية القصوى، مما أثار قلق الأوروبيين.

ركز الاجتماع على ضمانات أمنية لأوكرانيا، حيث وافق ترامب على تنسيق الولايات المتحدة لهذه الضمانات مع أوروبا، في تحول عن موقفه السابق الذي حمل الأوروبيين المسؤولية الكاملة.

اقترح زيلينسكي شراء أسلحة أمريكية بقيمة 90 مليار دولار عبر تمويل أوروبي، مع إمكانية شراء الولايات المتحدة لطائرات أوكرانية بدون طيار.

كما ناقش القادة ضمانات أمنية على غرار المادة 5 من حلف الناتو، لكن دون التزام عسكري كامل.

أعلن ترامب عن خطط لقاء ثنائي بين زيلينسكي وبوتين، يليه لقاء ثلاثي بمشاركته.

لماذا هذا مهم؟

هذا الاجتماع يمثل نقطة تحول محتملة في الحرب الأوكرانية، لكنه يكشف عن تحديات كبيرة.

حضور القادة الأوروبيين، بمن فيهم رؤساء وزراء بريطانيا وفرنسا وألمانيا، كان بمثابة دعم قوي لزيلينسكي ولضمان ألا تُفرض تسوية موالية لروسيا.

ضمانات الأمن ضرورية لأوكرانيا، التي عانت من فشل اتفاق بودابست 1994، حين تخلت عن ترسانتها النووية مقابل وعود أمنية لم تُنفذ، كما أن الضمانات المقترحة لا تزال غامضة، وتفتقر إلى التزامات ملموسة، مما يثير شكوكًا حول فعاليتها.

ترامب، الذي بدا متأثرًا ببوتين في ألاسكا، قد يدفع نحو تنازلات إقليمية، خاصة في دونباس، وهو ما يرفضه زيلينسكي بشدة، مشددًا على ضرورة إجراء استفتاء لأي تغيير في الحدود

استمرار المفاوضات دون وقف إطلاق نار يعقد الوضع، خاصة مع تصريحات روسيا باستعدادها لـ”القتال إلى الأبد”.

ماذا بعد؟

مستقبل الحرب يعتمد على تنفيذ الضمانات الأمنية والمفاوضات المقبلة، فإذا نجحت خطة الضمانات، التي قد تشمل “تحالف الراغبين” الأوروبي ودعمًا أمريكيًا لوجستيًا، فقد توفر لأوكرانيا حماية ضد روسيا.

لكن رفض روسيا لوجود قوات الناتو في أوكرانيا، وموقف ترامب المتقلب، يثيران شكوكًا حول التقدم.

الضغط على روسيا عبر عقوبات اقتصادية وتسليح أوكرانيا قد يكون ضروريًا لإجبار بوتين على التفاوض بجدية.

ومع ذلك، فإن استمرار الحرب دون وقف إطلاق نار، مع إصرار روسيا على ضم أراضٍ مثل دونباس، يجعل التسوية بعيدة المنال.

أي اتفاق يتطلب تنازلات إقليمية سيواجه مقاومة شعبية ودستورية في أوكرانيا، وقد يشجع روسيا على عدوان مستقبلي، مما يهدد أمن أوروبا والعالم.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *