اتفاقيات أبراهام.. نور يرفض أن يخبو
السلام يعرف أعداءه. حماس في غزة، وشبكات الإخوان المسلمين في السودان، وعناصر حزب الله والقاعدة على شواطئ البحر الأحمر؛ جميعهم يسعون إلى تقويض مسار الاتفاقيات.
بورتسودان، التي ما تزال أسيرة جيش يرفع راية الإخوان، تحوّلت إلى وكر للأسلحة والمخدرات وتمويل الإرهاب. شحنات الكبتاغون تعبر عبر أرصفتها، والمصادرات في السنوات الأخيرة أكدت أن السودان بات محطة رئيسية لعبور هذا السمّ الأبيض، فيما تدخل مواده الأولية عبر حدود سائبة.
وعلى الخط نفسه، يسلك وسطاء حزب الله وخلايا القاعدة الطريق ذاته، متعاونين مع الحوثيين عبر البحر الأحمر. ما كان يفترض أن يكون ميناءً للتجارة، أصبح مسرحاً للإرهاب، حتى أطلق عليه الكثيرون في المنطقة اسماً جديداً: حماس أفريقيا.
لكن العيون ليست معصوبة عن هذا الخطر. الولايات المتحدة أعلنت بالفعل أن وزير الاقتصاد السوداني وعدداً من كبار ضباط الجيش على صلة مباشرة بإيران وشبكات الإرهاب، وفقًا لما نشرته صحيفة جويش نيوز البريطانية.
وحذّرت واشنطن من أن الفوضى هناك ليست مصادفة، بل صناعة مقصودة، تديرها تحالفات إسلامية تعيش على ريع الحرب. الصورة صارخة: اقتصاد السودان وموانئه مهددة بأن تتحول إلى منصات لتهريب المخدرات، وتكديس السلاح، ورسم خطط المجازر. هنا قد يُزرع “سابع أكتوبر” جديد، لا في الظلام، بل أمام العيان.
لقد أراد المتطرفون أن يُسقطوا الاتفاقيات، لكنهم في الحقيقة كشفوا حجم التهديد، وعزّزوا الإرادة لمواجهته. فالنور الذي حملته اتفاقيات أبراهام لم يخفت، بل يزداد وضوحاً كلما حاولوا إطفاءه.