ماذا حدث؟
تستعد العاصمة الإيرانية طهران، السبت المقبل، لاحتضان مراسم تشييع رسمية لعدد من أبرز القادة العسكريين والعلماء النوويين الذين سقطوا خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل، والتي استمرت 12 يومًا قبل أن تهدأ تحت وطأة هدنة هشة دخلت حيّز التنفيذ الثلاثاء الماضي.
بدء مراسم التشييع في طهران
ووفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية “إرنا”، فإن مراسم الجنازة ستنطلق عند الساعة الثامنة صباحًا بالتوقيت المحلي “04:30 بتوقيت غرينتش”، بمشاركة رسمية وشعبية واسعة، لتوديع أسماء توصف داخل إيران بأنها “رموز قومية” من كبار الضباط والخبراء النوويين الذين لقوا مصرعهم خلال القصف الإسرائيلي المكثف.
الحرس الثوري يودّع قائده الأعلى
وتُولي السلطات الإيرانية اهتمامًا خاصًا بجنازة اللواء حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري، الذي قُتل في اليوم الأول من المواجهة بعد ضربة دقيقة استهدفت مقره في وسط البلاد، وستُقام له جنازة خاصة يوم الخميس المقبل.
ويُعد سلامي من أبرز الشخصيات العسكرية في إيران خلال العقد الأخير، وهو مقرّب مباشر من المرشد الأعلى علي خامنئي، وكان يُعرف بخطاباته الحادة ضد إسرائيل والولايات المتحدة، كما لعب دورًا رئيسيًا في صياغة عقيدة إيران الدفاعية.
لماذا هذا مهم؟
وتأتي هذه التطورات في أعقاب الهجوم الإسرائيلي الذي بدأ في 13 يونيو، حيث شنت تل أبيب حملة جوية مكثفة استهدفت مواقع نووية ومراكز أبحاث وقواعد تابعة للحرس الثوري في مناطق متفرقة من إيران.
وبحسب الرواية الإسرائيلية، هدفت تلك العملية إلى “شلّ البرنامج العسكري الإيراني وإضعاف بنيته التحتية النووية”.
وأسفرت الضربات عن مقتل عشرات القادة والعلماء، بينهم مختصون في برامج التخصيب والتكنولوجيا النووية.
خسائر بشرية ثقيلة
أرقام وزارة الصحة الإيرانية أظهرت حجم المأساة، إذ أعلنت عن مقتل 610 مدنيين على الأقل وإصابة أكثر من 4700 شخص، في واحدة من أكثر المواجهات دموية بين إيران وإسرائيل منذ عقود.
ماذا بعد؟
ورغم الهدنة المعلنة، ما تزال أجواء الاحتقان الشعبي تخيّم على الشارع الإيراني، حيث خرجت تظاهرات ومسيرات في عدة مدن تطالب بالثأر، بينما تتعالى أصوات داخلية تنتقد الأداء العسكري والسياسي للحكومة خلال الحرب، في وقت يُنتظر فيه رد رسمي أو إجراء تصعيدي من الجانب الإيراني.