ماذا حدث؟
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” في 18 يوليو 2025، بدأت إيران جولة جديدة من تسليح حلفائها في الشرق الأوسط، خاصة حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، بعد حربها الأخيرة مع إسرائيل.
في لبنان، تستخدم إيران سيارات صغيرة بدلاً من الشاحنات الكبيرة لتهريب الأسلحة عبر سوريا، تشمل صواريخ “غراد” وصواريخ روسية مضادة للدبابات، بعد أن دمرت الحملة الإسرائيلية في خريف 2024 معظم ترسانة حزب الله وقتلت قادته مثل حسن نصر الله وهاشم صفي الدين.
في اليمن، ضبطت “قوة المقاومة الوطنية” شحنة بوزن 750 طنًا على ساحل البحر الأحمر، تضمنت صواريخ كروز، وصواريخ مضادة للسفن والطائرات، ومكونات طائرات مسيرة، مع وثائق باللغة الفارسية تؤكد مصدرها الإيراني عبر جيبوتي.
رغم نفي المتحدث الإيراني إسماعيل بقائي، تشير هجمات الحوثيين الأخيرة على سفن تجارية إلى نجاح جزئي لهذه الجهود.
لماذا هذا مهم؟
تسعى إيران لإعادة بناء “محور المقاومة” ضد إسرائيل والملاحة التجارية في البحر الأحمر، في حين أن تهريب الأسلحة عبر العراق وسوريا يكشف مرونة طهران في مواجهة الرقابة، حيث تحولت إلى وسائل أقل وضوحًا مثل السيارات الصغيرة لدعم حزب الله.
في اليمن، تعزز الشحنات قدرات الحوثيين لشن هجمات بحرية، مما يهدد استقرار الممرات المائية.
ضبط الشحنات من قبل الجيش اللبناني والحكومة اليمنية يبرز التحديات التي تواجهها إيران، لكنه يؤكد استمرارها في تحدي العقوبات والضغوط الدولية.
هذه الجهود تعكس استراتيجية إيران للحفاظ على النفوذ الإقليمي، لكنها تزيد من مخاطر التصعيد مع إسرائيل والولايات المتحدة، خاصة بعد هدنة هشة في خريف 2024.
ماذا بعد؟
قد تؤدي جهود إيران إلى تصعيد التوترات، خاصة إذا استمرت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر أو عزز حزب الله هجماته ضد إسرائيل.
الولايات المتحدة وإسرائيل ستكثفان جهود اعتراض الشحنات، كما حدث في المهرة والحدود السورية-اللبنانية، مع ضغوط دبلوماسية لتقويض شبكات التهريب.
الحكومة اليمنية ستعزز الرقابة على السواحل بدعم أمريكي، بينما قد يواجه لبنان ضغوطًا داخلية لنزع سلاح حزب الله، مما يهدد بحرب أهلية كما حذر توم باراك.
إيران ستحتاج إلى تكييف مساراتها اللوجستية لتفادي الرقابة، لكن التحديات الداخلية والعقوبات قد تحد من فعاليتها.
على المدى الطويل، نجاح إيران يعتمد على قدرتها على إعادة بناء شبكاتها وسط الضغوط، بينما قد تدفع الولايات المتحدة نحو تطبيع سوري-إسرائيلي للحد من نفوذها، مما يعقد ديناميكيات المنطقة.