ماذا حدث؟
في موقف تصعيدي جديد، رفضت طهران قرارًا صادرًا عن مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اعتبر أن إيران لا تلتزم بالضمانات النووية المفروضة عليها، ووصفت القرار بأنه “سياسي ومعادٍ”، يفتقر لأي أساس قانوني أو فني.
اتهامات لإساءة استخدام مجلس الحكام
وفي بيان مشترك صدر اليوم الخميس عن وزارة الخارجية الإيرانية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، نددت طهران بما وصفته بـ”الاستغلال السياسي” للمجلس من قبل الولايات المتحدة ودول الترويكا الأوروبية، معتبرة أن القرار الصادر ضدها لا يستند إلى حقائق فنية، بل يأتي في إطار أهداف سياسية مكشوفة.
البيان شدد على أن إيران سترد على هذا القرار، الذي وصفته بأنه “عدائي”، عبر خطوات نووية جديدة، أبرزها إنشاء مركز تخصيب جديد في موقع آمن، بعيدًا عن التهديدات المحتملة، كإجراء مباشر على خلفية القرار الأخير.
أجهزة طرد متطورة في فوردو
وفي تصعيد واضح، أعلنت إيران أنها بصدد استبدال أجهزة الطرد المركزي القديمة في منشأة “فوردو” النووية، بأخرى أكثر تطورًا من الجيل السادس، إلى جانب اتخاذ “تدابير إضافية” ستكشف عنها لاحقًا، في إشارة إلى نوايا تصعيدية تجاه الضغوط الدولية المتزايدة.
كمالوندي: إيران سترفع إنتاج المواد المخصبة
من جهته، أكد المتحدث باسم وكالة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، أن إيران ستقوم بتنشيط “المجتمع الثالث للتخصيب”، وهو ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في إنتاج المواد المخصبة، مشيرًا إلى أن بلاده لا ترى مبررًا قانونيًا لتفعيل “آلية الزناد”، نظرًا لالتزامها بتعهداتها السابقة.
وقال كمالوندي إن إيران جاهزة “لجميع السيناريوهات”، في إطار ما وصفه بالدفاع عن حقوقها النووية، ملوحًا بخيارات مفتوحة في مواجهة أي تصعيد قادم.
قرار دولي هو الأول منذ عقدين
وكان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد اعتمد، في وقت سابق من اليوم، قرارًا رسميًا يؤكد عدم امتثال إيران لالتزاماتها النووية، وهو القرار الأول من نوعه منذ نحو 20 عامًا.
وبحسب ما نقلته وكالة “رويترز” عن دبلوماسيين مطلعين، فقد تم تمرير القرار بتأييد 19 دولة، مقابل معارضة 3 وامتناع 11 عضوًا عن التصويت.
لماذا هذا مهم؟
يأتي القرار في وقت بالغ الحساسية بالنسبة للملف النووي الإيراني، الذي يترنح بين التوترات المتزايدة والجهود الدولية المتعثرة لإحيائه.
ويُنظر إلى التصعيد الحالي على أنه نقطة فاصلة قد تعيد إشعال سباق التخصيب وتُعقد المساعي الدبلوماسية، خصوصًا في ظل غياب قناة تفاوض فعّالة بين طهران والعواصم الغربية.
ماذا بعد؟
الرد الإيراني بخطوات فنية متسارعة قد يواجه ضغوطًا دولية أو تحركات من مجلس الأمن، خاصة إذا اعتُبر تهديدًا للاستقرار، ما قد ينقل المواجهة إلى خطوات ميدانية.