ماذا حدث؟
أفرجت “حماس” عن الجندي الأمريكي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر في خطوة وصفتها مصادر إسرائيلية بأنها “بادرة أحادية تجاه ترامب” دون مقابل، ما أحدث ارتباكًا في تل أبيب، خاصة أنها جاءت بعد ساعات من اجتماع نتنياهو مع مبعوث ترامب ستيف ويتكوف والسفير الأمريكي مايك هاكابي، ما ربط التوقيت بالتحرك المفاجئ.
الهدنة الأمريكي.. خارطة طريق على مرحلتين
تزامنت التطورات مع ما تعتبره إسرائيل “منعطفًا حاسمًا” في حرب غزة، ملوّحة بالتصعيد إذا لم تلتزم “حماس” بخطة ويتكوف، التي تنص على هدنة من مرحلتين تبدأ بوقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 40 يومًا يليها تفاوض لإنهاء الحرب.
وبعد الإفراج عن ألكسندر، أجرى نتنياهو اتصالًا عاجلًا بترامب وأمر بإرسال وفد رفيع إلى الدوحة للمشاركة في “مفاوضات تحت النار”.
وفد أمني رفيع إلى الدوحة
ضم الوفد المتجه إلى الدوحة نائب مدير الشين بيت “م”، ومبعوث الأسرى غال هيرش، ومستشار نتنياهو أوفير فالك، وممثلين عن الموساد والاستخبارات العسكرية.
وفي المقابل، تكثف إدارة ترامب ضغوطها لإنهاء الحرب، معتبرة أن الإفراج عن ألكسندر وزيارة ترامب المرتقبة للسعودية يشكلان فرصة لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار، فيما نقل مصدر أمريكي أن نتنياهو لا يستطيع الدخول في صدام علني مع ترامب حاليًا.
تحفظ إسرائيلي واضح على خطة ويتكوف
رغم الحراك الدبلوماسي، تتحفظ إسرائيل بشدة على الخطة الأمريكية، وتُصر على نزع سلاح “حماس” وإبعاد قياداتها من غزة، كما أثارت تقارير عن اتصالات سرية بين فريق ويتكوف و”حماس” استياء الحكومة الإسرائيلية.
أما عملية الإفراج عن ألكسندر، فجرت دون احتفال ووسط إجراءات مشددة، حيث استجابت “حماس” لطلب أمريكي، بينما علّقت إسرائيل مراقبتها الجوية وفتحت ممرًا إنسانيًا قرب خان يونس لتسليم الجندي عبر الصليب الأحمر.
تل أبيب تنفي وجود صفقة أو مساعدات
أكد مسؤولون إسرائيليون أن الإفراج عن ألكسندر لم يكن ضمن أي صفقة، ونفوا وجود ارتباط بزيادة المساعدات لغزة، مشددين على أن لا اتفاق لوقف إطلاق النار مطروح حاليًا.
وفي ظل غياب تجاوب من “حماس”، تستعد إسرائيل لاستئناف المفاوضات أو التصعيد العسكري، محذّرة من أن “الفرصة أمام حماس تضيق بسرعة”، وفق تصريح مسؤول إسرائيلي.
ماذا بعد؟
وردًا على الجدل الذي أثاره بعض النشطاء حول منح الأولوية لأسير يحمل الجنسية الأمريكية، شدد مسؤولون إسرائيليون على أن التعامل مع ملف الأسرى يتم بمعايير موحدة. وقال أحدهم: “أفرجنا عن 196 أسيرًا من قبضة حماس، من بينهم 147 ما زالوا على قيد الحياة، دون النظر إلى جنسياتهم. اتهامنا بالتمييز هو اتهام باطل لا أساس له”.