ماذا حدث؟
في تصعيد جديد يكشف نوايا موسكو الحقيقية، أكد دميتري مدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، أن مفاوضات إسطنبول لم تكن يوما وسيلة بحث عن “حل وسط”، بل خطوة أخرى على طريق النصر الكامل الذي تسعى إليه روسيا.
هجوم مسيّرات واستعدادات للرد.. المشهد العسكري يشتعل
وجاء تصريح مدفيديف بعد أيام من هجوم أوكراني بطائرات مسيّرة استهدف عدة مطارات عسكرية روسية تُستخدم لتمركز القاذفات الاستراتيجية والطويلة المدى، وبعد انتهاء الجولة الثانية من المحادثات بين موسكو وكييف، والتي استضافتها مدينة إسطنبول التركية.
مفاوضات إسطنبول.. ورقة شروط لا تقبل الجدل
وخلال هذه الجولة، قدّم الوفد الروسي إلى نظيره الأوكراني مذكرة مفصلة تتضمن الشروط الروسية لوقف إطلاق النار وتسوية النزاع، وهي شروط تكشف بوضوح عن الخطوط الحمراء التي لن تتنازل عنها موسكو.
وتضمنت الوثيقة الروسية عدة مطالب صارمة، أبرزها: انسحاب القوات الأوكرانية من كافة المناطق التي ضمتها روسيا مؤخرًا، اعتراف كييف رسميًا بسيادة موسكو على هذه الأراضي، التزام الحياد الكامل ومنع نشر قواعد أو قوات أجنبية على الأراضي الأوكرانية، بالإضافة إلى تقليص حجم الجيش الأوكراني.
كما شددت المذكرة على ضمان حقوق السكان الناطقين بالروسية، ورفع القيود المفروضة على الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية، إلى جانب فرض حظر كامل على تمجيد النازية والنازية الجديدة.
ماذا بعد؟
وفي منشور لافت عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وجه مدفيديف رسالة تحمل تهديدًا مبطنًا: “إلى كل من يشعر بالقلق ويتطلع إلى الانتقام.. القلق شعور طبيعي، أما الانتقام فهو قادم لا محالة”.
وأضاف: “علينا أن نتذكر حقيقتين: أولاهما أن جيشنا يواصل هجومه بنشاط، وسيمضي قدمًا حتى النهاية. كل ما يجب أن ينفجر سينفجر، وكل من يجب إبادته سيُباد”.
وفي النقطة الثانية، أوضح مدفيديف أن مفاوضات إسطنبول ليست من أجل ما وصفه بـ”سلام قائم على شروط خيالية”، بل هي وسيلة لتحقيق الانتصار الروسي الكامل والقضاء على ما سماه “سلطة النازيين الجدد”، مؤكدًا أن هذا هو جوهر المذكرة الروسية التي تم تسليمها مؤخرًا.