ماذا حدث؟
انسحبت القوات الإسرائيلية من عدة مواقع عسكرية في محافظة القنيطرة السورية، بعد أسابيع من سيطرتها عليها عقب سقوط نظام بشار الأسد. ووفق مصادر إعلامية، شمل الانسحاب مبنى المحافظة، المحكمة، وأجزاء من سد المنطرة بريف القنيطرة الشمالي، بينما لا يزال الجيش الإسرائيلي يحتفظ بنقاط أخرى في المنطقة.وكانت إسرائيل قد تقدمت إلى المنطقة العازلة في هضبة الجولان بعد انهيار النظام السوري في ديسمبر 2024، وأعلنت حينها انتهاء اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، مبررة تحركاتها بأنها إجراءات دفاعية ضد أي تهديدات محتملة.
لماذا هذا مهم؟
يمثل الانسحاب الإسرائيلي تطورًا لافتًا في المشهد السوري، خاصة أنه يأتي وسط محاولات القيادة السورية الجديدة، برئاسة أحمد الشرع، فرض سيطرتها على البلاد. ورغم مطالبة دمشق إسرائيل بالخروج الفوري من جميع الأراضي السورية، لا يزال الوضع غامضًا بشأن نوايا تل أبيب طويلة المدى.إضافة إلى ذلك، فإن تراجع إسرائيل عن بعض المواقع يطرح تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين الحكومة السورية الجديدة وإسرائيل، وهل هناك تفاهمات غير معلنة بين الطرفين، أم أن الانسحاب جاء نتيجة ضغوط إقليمية ودولية؟
ما الذي تغير في الجولان؟
بعد سقوط نظام الأسد، عززت إسرائيل وجودها في المنطقة العازلة بالجولان، وأقامت نقاطًا عسكرية ثابتة على جبل الشيخ، من بينها مهبط مروحيات، معلنة أن قواتها ستبقى هناك حتى تحصل على “ضمانات أمنية”.لكن خلال الأسابيع الماضية، واجهت القوات الإسرائيلية احتجاجات شعبية في القنيطرة، حيث خرج مدنيون في مظاهرات ضد الوجود الإسرائيلي، ما أدى إلى مواجهات أسفرت عن سقوط مصابين برصاص الجيش الإسرائيلي. وتحدث ناشطون عن عمليات تجريف أراضٍ وهدم منازل، وسط مخاوف من أن يكون التوغل الإسرائيلي مقدمة لاحتلال دائم.
ماذا بعد؟
الانسحاب الجزئي قد يكون خطوة إسرائيلية محسوبة لتخفيف الضغوط الدولية، لكنه لا يعني بالضرورة إنهاء وجودها العسكري في المنطقة. وإذا استمرت تل أبيب في الاحتفاظ بمواقع استراتيجية داخل سوريا، فقد يؤدي ذلك إلى تصعيد سياسي وعسكري مستقبلي.أما على المستوى الداخلي، فسيكون على القيادة السورية الجديدة إثبات قدرتها على استعادة كامل الأراضي السورية، في ظل تعقيدات المشهد الإقليمي، واحتمالية وجود تفاهمات سرية بين دمشق وتل أبيب.