ماذا حدث؟
تشهد منطقة القرن الإفريقي توتراً متصاعداً بين إثيوبيا وإريتريا بعد تصريحات لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد اعتبر فيها افتقار بلاده لمنفذ بحري «قضية وجودية».
محور النزاع هو ميناء «عصب» الإريتري، الذي تعتبره أديس أبابا منفذاً استراتيجياً، بينما تؤكد أسمرة سيادتها على موانئها، واصفة تصريحات إثيوبيا بأنها «هذيان سياسي».
ميناء «عصب».. نقطة التوتر
يعد ميناء عصب شرياناً استراتيجياً محتمل النزاع، خاصة مع ادعاء إثيوبيا فقدان منفذها البحري منذ نحو ثلاثة عقود، وهو ما يرفضه الجانب الإريتري بشدة.
ميزان القوى.. تفوق إثيوبي عددي وجوي
إثيوبيا تتفوق على إريتريا في العدد والعتاد: 160 ألف عسكري مقابل 120 ألفاً، و338 دبابة مقابل 65، إضافة إلى ترسانة جوية تضم 103 طائرة مقابل 20 فقط لإريتريا.
بينما تتميز أسمرة بخبرة طويلة في الحرب الجبلية والاستنزاف، ما يعوّض جزئياً النقص العددي والتقني.
الجغرافيا والتحصينات الطبيعية
يمتد خط الحدود نحو 1000 كلم، وتغلب عليه التضاريس الجبلية والوديان العميقة، ما يمنح إريتريا ميزة دفاعية كبيرة.
الشريط الجنوبي المطل على البحر الأحمر، حيث ميناء عصب، يشكل نقطة حساسة لأي تحرك إثيوبي محتمل.
القدرات البحرية والطائرات المسيّرة
إريتريا لديها قوة بحرية ساحلية صغيرة لحماية سواحلها، بينما تعمل إثيوبيا على إعادة تأسيس عناصر بحرية محدودة.
على صعيد الطائرات المسيّرة، أدخلت إثيوبيا طائرات صينية الصنع، في حين استخدمت إريتريا طائرات روسية وصينية للاستخبارات والهجمات الدقيقة.
سيناريوهات محتملة
1. حرب برية: تفوق إثيوبيا العددي قد يسمح بعمليات توغل، لكن التضاريس الجبلية تمنح إريتريا قدرة دفاعية عالية.
2. صراع جوي ومسيرات: التفوق الإثيوبي جوياً قد يُسيطر على العمليات، لكن التكتيكات الإريترية تحدّ من فعالية الطائرات.
3. هجوم على ميناء عصب: أي تحرك على الساحل الضيق قد يتحول إلى أزمة استراتيجية دولية.
ماذا بعد؟
تفوق إثيوبيا العددي والجوي مقابل خبرة إريتريا الدفاعية في الجبال يجعل أي مواجهة محتملة مكلفة للطرفين وللمنطقة.
يبقى ميناء «عصب» نقطة حاسمة: إما إدارة التوتر دبلوماسياً أو شرارة مواجهة قد تعيد رسم خريطة الأمن في القرن الإفريقي.