أولى خطوات التطبيع.. تفاصيل اللقاء السوري الإسرائيلي في باكو

أولى خطوات التطبيع.. تفاصيل اللقاء السوري الإسرائيلي في باكو

ماذا حدث؟

في 12 يوليو 2025، عُقد لقاء مباشر بين مسؤول سوري ومسؤول إسرائيلي في العاصمة الأذربيجانية باكو، على هامش زيارة الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع لأذربيجان، حيث التقى الرئيس إلهام علييف.

المحادثات، التي لم يشارك فيها الشرع، تمحورت حول الوجود العسكري الإسرائيلي في جنوب سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024.

مصدر دبلوماسي في دمشق أكد لـ”فرانس برس” أن الهدف كان مناقشة توغل القوات الإسرائيلية، خاصة في المناطق المتاخمة للجولان.

الزيارة شهدت توقيع اتفاق لتصدير الغاز الأذري إلى سوريا عبر تركيا، مما يعكس تقارباً اقتصادياً.

لماذا هذا مهم؟

اللقاء يمثل أول محادثات مباشرة معلنة بين سوريا وإسرائيل منذ سقوط الأسد، في سياق توترات مستمرة منذ 1948.

إسرائيل شنت مئات الغارات على سوريا ووسعت سيطرتها في الجولان وجبل الشيخ، مما دفع دمشق للسعي لاحتواء التصعيد عبر مفاوضات غير مباشرة سابقاً.

اللقاء في باكو، بدعم أذربيجان الحليفة لإسرائيل، يعكس تحولاً دبلوماسياً، خاصة مع وساطة أمريكية وخليجية.

دمشق تربط المفاوضات بالعودة إلى اتفاقية فك الاشتباك لعام 1974، بينما أعربت إسرائيل، عبر وزير خارجيتها جدعون ساعر، عن رغبتها في التطبيع.

تقارير إعلامية عبرية تحدثت عن لقاء مرتقب بين الشرع ونتنياهو في واشنطن سبتمبر 2025، مع شائعات عن اتفاق قد يشمل ضم الجولان لإسرائيل مقابل دعم النظام السوري، لكن دمشق نفت الحديث عن اتفاقيات جديدة قبل انسحاب إسرائيل.

ماذا بعد؟

على المدى القريب، فقد تؤدي المحادثات إلى تهدئة مؤقتة في الجنوب السوري، مع التركيز على إعادة تفعيل اتفاقية 1974 وإشراف الأمم المتحدة على المنطقة المنزوعة السلاح، حيث يعد خروج القوات الإسرائيلية من المناطق المتوغلة مطلباً سورياً أساسياً.

التقارب قد يمهد لتطبيع تدريجي، بدعم أمريكي وخليجي، لكن دمشق تشدد على أن الحديث عن اتفاق سلام سابق لأوانه.

أما شائعات ضم الجولان، التي أثارتها “يديعوت أحرونوت”، تواجه رفضاً شعبياً وسورياً رسمياً.

لكن استمرار التوغل الإسرائيلي، والخلاف حول الجولان، وتأثير حزب الله وإيران قد يعيقان التقدم، خصوصًا ان الأكراد في سوريا يراقبون بحذر، خشية تأثير التقارب على مطالبهم.

قد يعزز نجاح المفاوضات الاستقرار الإقليمي، ويجذب استثمارات خليجية وتركية إلى سوريا، مع تعزيز دور أذربيجان كوسيط إقليمي، ويبقى لقاء واشنطن المحتمل نقطة هامة لتحديد مسار التطبيع.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *