أسرار لقاءات 2023.. كيف ساعد الغرب في تأهيل أحمد الشرع سياسيًا؟

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

في خطوة مفاجئة تعيد الملف السوري إلى دوائر الضوء مجددًا، كشف السفير الأميركي السابق لدى دمشق، روبرت فورد، عن تفاصيل لقاءات سرية جمعته بالرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، المعروف سابقًا باسم أبو محمد الجولاني، حين كان زعيمًا لتنظيم “هيئة تحرير الشام”، مشيرًا إلى دور غربي غير مباشر في “نقل الشرع من عالم الإرهاب إلى عالم السياسة”.

فورد يروي القصة الكاملة.. بداية اللقاء في 2023

فورد تحدث بصراحة خلال محاضرة ألقاها في الأول من مايو الجاري بعنوان “انتصر الثوار في سوريا.. والآن ماذا؟”، ونُشرت لاحقًا عبر قناة “مجلس بالتيمور للشؤون الخارجية” على يوتيوب، عن الدور الذي لعبه ضمن فريق أوروبي اختارته مؤسسة بريطانية غير حكومية مختصة بحل النزاعات.

وقال فورد: “في عام 2023، تلقيت دعوة من جهة بريطانية غير حكومية متخصصة في حل الصراعات، بهدف المساهمة في تأهيل هذا الشاب، وكان حينها لا يزال يُعرف بالجولاني، سياسياً”.

وأضاف: “في البداية كنت مترددًا بشدة، وتخيلت نفسي مرتديًا بدلة برتقالية والسكين على عنقي، لكن بعد استشارة بعض الأشخاص الذين سبق لهم التعامل معه، قررت أن أخوض التجربة”.

لقاء أول.. ومفاجأة داخل القصر الرئاسي

وبدأت اللقاءات بين فورد والشرع في مارس 2023، حين كان الأخير لا يزال زعيمًا لفصيل مسلح، ثم تكررت في سبتمبر، ليأتي اللقاء الثالث والأخير بعد نحو عام، داخل القصر الجمهوري في دمشق، عقب تولي الشرع رسميًا منصب رئيس الجمهورية.

فورد وصف لقائه الأول بالشرع بأنه كان “حضاريًا وسلسًا”، قائلاً: “جلست بجانبه وقلت له بالعربية: خلال مليون سنة لم أكن أتخيل أنني سأكون جالسًا بجانبك. فرد بنبرة هادئة: ولا أنا”.

من القاعدة إلى القصر.. مسار طويل من التحول

السفير السابق أوضح أن لقاءاته لم تكن العامل الوحيد في صعود الشرع السياسي، بل كانت جزءًا من مشروع تأهيلي غربي استند إلى ما أسماه “تحولات تدريجية” بدأت منذ عام 2016، عندما أعلن الجولاني انفصال تنظيمه عن “القاعدة” ومحاولة تقديم نفسه كطرف معتدل ضمن الحراك المعارض لنظام الأسد.

وأكد فورد أن الرجل الذي “كان يقود القاعدة في شمال العراق” مطلع الألفينات، بات يتحدث اليوم بلغة سياسية، لكنه “لم يعتذر عن الماضي الدموي”، مضيفًا: “قال لي إن القواعد التي كان يطبقها في العراق لم تعد تصلح عندما تتولى مسؤولية إدارة 4 ملايين إنسان في إدلب”.

ماذا بعد؟

انتشر مقطع من المحاضرة على منصة “إكس” بشكل واسع، مثيرًا جدلًا بين من اعتبر الشرع نموذجًا لـ”التوبة السياسية”، وآخرين رأوا في تأهيله تجاوزًا لأخلاقيات العدالة وحقوق الضحايا.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *