ماذا حدث؟
أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنطوني ألبانيزي طرد السفير الإيراني أحمد صادقي وثلاثة دبلوماسيين آخرين، بعد أن ربطت وكالة الاستخبارات الأسترالية (ASIO) الحرس الثوري الإيراني بهجومين معاديين للسامية في أكتوبر وديسمبر 2024، استهدفا مطعماً يهودياً في سيدني وكنيساً في ملبورن.
وصفت الحكومة الأسترالية الهجمات بأنها “أعمال عدوانية خطيرة” نظمتها دولة أجنبية على أراضيها.
كما قررت أستراليا تعليق عمليات سفارتها في طهران لأسباب أمنية، ودعت مواطنيها لمغادرة إيران فوراً.
أعلن ألبانيزي أيضاً عن خطط لتصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية، وهي خطوة سبق أن اتخذتها الولايات المتحدة عام 2019.
مدير وكالة ASIO، مايك بورغيس، كشف أن التحقيقات أظهرت استخدام الحرس الثوري لشبكة معقدة من الوكلاء لتنفيذ الهجمات، مع استمرار التحقيق في هجمات أخرى محتملة.
لماذا هذا مهم؟
هذا القرار يمثل تصعيداً دبلوماسياً نادراً، حيث إنه أول طرد لسفير أجنبي من أستراليا منذ الحرب العالمية الثانية.
إيران، التي تواجه بالفعل عزلة دولية بسبب دعمها لجماعات مسلحة وبرنامجها النووي، قد تجد نفسها أمام ضغوط متزايدة مع هذا التحرك.
الهجمات المرتبطة بإيران، التي تزامنت مع تصاعد العنف بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، تكشف عن استراتيجية إيران لتصدير نفوذها عبر وكلاء، مما يثير مخاوف من زعزعة استقرار دول بعيدة مثل أستراليا.
قرار تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية قد يشجع دولاً أخرى على اتخاذ خطوات مماثلة، مما يعزز العزلة الدبلوماسية والاقتصادية لطهران.
كما أن تعليق عمل السفارة الأسترالية يعكس مخاوف أمنية متزايدة، مما يجعل العلاقات مع إيران أكثر توتراً.
ماذا بعد؟
قد تستجيب إيران بردود دبلوماسية، مثل طرد دبلوماسيين أستراليين أو تصعيد دعمها للوكلاء في المنطقة، مما قد يزيد التوترات الإقليمية.
أستراليا، بدعم من حلفاء مثل الولايات المتحدة، قد تدفع باتجاه فرض عقوبات إضافية على الحرس الثوري، مما يحد من قدرته على تمويل عملياته.
استمرار التحقيقات في هجمات أخرى محتملة قد يكشف عن شبكات إيرانية أوسع، مما يعزز الضغط الدولي، ومع ذلك، إيران قد تسعى لتعزيز علاقاتها مع حلفاء مثل الصين وروسيا لمواجهة العزلة.
هذا الصراع يمكن أن يؤدي إلى استقطاب دولي أكبر، حيث تُجبر الدول على اختيار مواقفها بين دعم إيران أو الانحياز للغرب، مما يعقد المشهد الدبلوماسي العالمي.