أثرياء لوس أنجلوس يشترون النجاة بـ10 آلاف دولار وسط حرائق مدمرة

كتب – ياسين أبو العز

ماذا حدث؟

في حادثة أثارت الجدل في لوس أنجلوس، لجأ العديد من الأثرياء إلى الاستعانة برجال الإطفاء الخاصين لحماية ممتلكاتهم من حرائق الغابات المدمرة، بينما تُركت منازل الفقراء لمصيرها. هذه الخدمة، التي تصل تكلفتها إلى 10 آلاف دولار يوميًا، وفّرت للأثرياء خيار النجاة، لكنّها كشفت عن انقسام طبقي حاد في المدينة.شركات مثل “كوفيرد 6″، المتخصصة في مكافحة الحرائق، شهدت طلبًا غير مسبوق من المليونيرات، الذين عرضوا دفع أي مبلغ مقابل إنقاذ ممتلكاتهم. وتُظهر الصور ومقاطع الفيديو أن هذه الفرق تستخدم موارد مثل مياه حمامات السباحة الخاصة، في ظل نقص المياه في صنابير الإطفاء العامة.

لماذا هذا مهم؟

تكشف هذه الواقعة عن فجوة اقتصادية جديدة في لوس أنجلوس، حيث أصبحت القدرة على حماية الممتلكات من الحرائق امتيازًا للأثرياء فقط.بينما تحارب فرق الإطفاء العامة النيران في ظروف شاقة، يستطيع الأثرياء شراء خدمات خاصة تضمن سلامة منازلهم، حتى لو احترقت ممتلكات جيرانهم بالكامل. ويثير هذا الوضع تساؤلات حول العدالة في توزيع الموارد خلال الأزمات.كما يُبرز هذا المشهد مشكلة أعمق في لوس أنجلوس، المدينة التي لطالما عانت من انقسامات طبقية حادة. فمن جهة، هناك الأحياء المتهالكة ومدن الخيام التي يعيش فيها آلاف الفقراء بلا أمان، ومن جهة أخرى، هناك الأحياء الراقية التي يُدفع فيها آلاف الدولارات يوميًا لضمان الحماية من الكوارث.

ماذا بعد؟

استمرار الاعتماد على رجال الإطفاء الخاصين يحمل تداعيات خطيرة على الصعيدين الاجتماعي والإنساني.اجتماعيًا، يعمق هذا الاتجاه مشاعر الغضب والاستياء بين سكان الأحياء الفقيرة، الذين يشعرون بالتجاهل من قِبل السلطات، ويعتبرونه دليلًا إضافيًا على هيمنة الأثرياء على الموارد الحيوية.وأمنيًا، يخلق غياب العدالة في مواجهة الكوارث مخاطر متزايدة، حيث قد يؤدي الإحساس بالإقصاء إلى اضطرابات اجتماعية أوسع.وتواجه السلطات ضغوطًا متزايدة لمعالجة الفجوة بين الأثرياء والفقراء، خاصة في ظل الانتقادات المتصاعدة ضد استغلال الموارد العامة لصالح القطاع الخاص.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *