آخرها أوكرانيا.. دول لم تحضر مفاوضات تحديد مصيرها عبر التاريخ

#image_title

في تطور يذكرنا بفصول مظلمة من التاريخ، استُبعدت أوكرانيا من اجتماع رئيسي بين مسؤولين أمريكيين وروس في السعودية، حيث تناقش ملامح السلام المحتمل في البلاد.

وفي الوقت ذاته، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده “لن تقبل أبدًا” أي قرارات تتخذ دون مشاركتها.

هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، حيث شهد التاريخ العديد من المفاوضات التي تمت بين القوى العظمى لتحديد مصير دول وشعوب دون إشراكهم، وهنا نستعرض بعضها:

1- مؤتمر برلين وتقسيم إفريقيا (1884-1885)

في شتاء 1884-1885، دعا المستشار الألماني أوتو فون بسمارك القوى الأوروبية إلى مؤتمر في برلين لتقسيم القارة الإفريقية بينهم.

لم يُدعَ أي ممثل إفريقي إلى هذا المؤتمر، الذي أدى إلى تقسيم القارة بشكل تعسفي، وقد نتج عن ذلك إنشاء دولة الكونغو الحرة تحت السيطرة البلجيكية، حيث ارتُكبت فظائع استعمارية أودت بحياة الملايين.

2- الاتفاقية الثلاثية (1899)

في عام 1899، اجتمعت ألمانيا والولايات المتحدة لتقسيم جزر ساموا بينهما، دون إشراك الشعب الساموي.

رغم رغبة السامويين في الحكم الذاتي أو تشكيل اتحاد مع جزر المحيط الهادئ، تم تجاهل مطالبهم، ولا تزال ساموا تحت السيطرة الأمريكية حتى اليوم.

3- اتفاقية سايكس-بيكو (1916)

أثناء الحرب العالمية الأولى، اتفقت بريطانيا وفرنسا على تقسيم أراضي الإمبراطورية العثمانية بعد هزيمتها، دون إشراك أي ممثل عثماني أو عربي.

هذه الاتفاقية، التي أعادت رسم حدود الشرق الأوسط، تسببت في عقود من الصراعات والاضطرابات التي لا تزال آثارها ملموسة حتى اليوم.

4- اتفاقية ميونخ (1938)

في سبتمبر 1938، اجتمعت بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا لتوقيع اتفاقية ميونخ، التي سمحت لألمانيا النازية بضم منطقة السوديت التشيكية.

لم يُدعَ أي ممثل تشيكوسلوفاكي إلى هذه المفاوضات، التي اعتُبرت لاحقًا خيانة وتسببت في تفاقم الأوضاع التي أدت إلى الحرب العالمية الثانية.

5- مؤتمر إيفيان (1938)

في عام 1938، اجتمعت 32 دولة في إيفيان بفرنسا لمناقشة كيفية التعامل مع اللاجئين اليهود الفارين من الاضطهاد النازي.

ومع ذلك، لم يُسمح لأي ممثل يهودي بالمشاركة في المفاوضات، ولذلك فشل المؤتمر في إيجاد حلول حقيقية، باستثناء عرض من جمهورية الدومينيكان، مما ترك مئات الآلاف من اليهود عالقين في أوروبا.

6- اتفاقية مولوتوف-ريبنتروب (1939)

قبيل الحرب العالمية الثانية، وقعت ألمانيا النازية والاتحاد السوفيتي اتفاقية عدم اعتداء سرية، قسمت أوروبا الشرقية إلى مناطق نفوذ بينهما.

تم توقيع هذه الاتفاقية دون إشراك الدول المتضررة، مما سمح لألمانيا بغزو بولندا والاتحاد السوفيتي بالتوسع في دول البلطيق وفنلندا.

7- مؤتمر يالطا (1945)

في عام 1945، اجتمع قادة الحلفاء (ونستون تشرشل وجوزيف ستالين وفرانكلين روزفلت) في يالطا لتحديد مصير أوروبا ما بعد الحرب.

تم اتخاذ قرارات مصيرية، مثل تقسيم ألمانيا ومنح الاتحاد السوفيتي نفوذًا في أوروبا الشرقية، دون إشراك الدول الأوروبية الصغيرة التي تأثرت مباشرة بهذه القرارات.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *