من أين يأتي الذكاء الاصطناعي بنصائحه العلاجية؟

 من أين يأتي الذكاء الاصطناعي بنصائحه العلاجية؟

مع تزايد تفاعل البشر مع روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT، أصبحت الصحة النفسية موضوعًا شائعًا في المحادثات.

يلجأ البعض إلى هذه الروبوتات كبديل منخفض التكلفة للعلاج النفسي، حيث توفر ردودًا سريعة ومُشجعة.

تعتمد هذه الأنظمة على ثلاثة مصادر رئيسية لتقديم النصائح: المعرفة الخلفية المكتسبة من تدريبها على نصوص مستخرجة من الإنترنت من المدونات، واليوتيوب، ومنتديات مثل Reddit، والمصادر الخارجية مثل محركات البحث أو قواعد بيانات محددة، والمعلومات التي يقدمها المستخدمون أنفسهم خلال المحادثات.

على سبيل المثال، تتيح منصات مثل Replika تخزين بيانات المستخدم (الاسم، والعمر، والموقع) لتخصيص الردود.

ومع ذلك، فإن هذه الروبوتات ليست معالجين نفسيين، بل نماذج لغوية تولد ردودًا بناءً على أنماط النصوص، مما يجعلها عرضة للأخطاء أو “الهلوسة”.

لماذا هذا مهم؟

تُثير قدرة الذكاء الاصطناعي على تقديم نصائح علاجية تساؤلات حول الموثوقية والأخلاقيات، فالروبوتات العامة مثل ChatGPT وGemini ليست مصممة خصيصًا للصحة النفسية، وقد تعتمد على مصادر غير موثوقة أو قديمة من الإنترنت.

وحتى الروبوتات المتخصصة مثل Woebot وWysa، التي أظهرت دراسات محدودة قدرتها على تقليل أعراض القلق والاكتئاب قصيرة المدى، تفتقر إلى أدلة طويلة الأمد.

كما أن العديد من هذه الدراسات ممولة من مطوري الروبوتات، مما يُثير شكوكًا حول الحيادية.

وتمشل مخاطر الاعتماد عليها تعزيز الاعتماد العاطفي عليها، وتفاقم الوحدة، أو تقديم نصائح غير مناسبة، كما في قضية انتحار مرتبطة بمنصة Character.ai.

على الجانب الإيجابي، يمكن أن تُساعد هذه الروبوتات في سد فجوات نقص المعالجين، خاصة لمن هم على قوائم الانتظار.

ماذا بعد؟

تتطلب روبوتات الذكاء الاصطناعي مزيدًا من البحث لضمان سلامتها كأداة علاجية، كما يجب تحديد المخاطر المرتبطة بأنواع معينة من المستخدمين، مثل أولئك الذين يعانون من أفكار انتحارية، ووضع ضوابط أخلاقية لمنع الضرر.

قد تُصبح الروبوتات المتخصصة جزءًا من أنظمة الرعاية النفسية، خاصة في الدول التي تعاني نقصًا في المعالجين، لكنها لن تحل محل العلاج البشري، الذي يعتمد على التدريب المهني والتفاعل العاطفي.

يُتوقع أن تُحسن الشركات مصادر بياناتها، ربما عبر قواعد بيانات طبية موثوقة، وتُطبق لوائح أكثر صرامة، كما اقترحت هيئات مثل منظمة الصحة العالمية.

في الوقت الحالي، تُناسب الروبوتات الدعم المؤقت للحالات الخفيفة، لكن استمرار المشكلات النفسية يتطلب استشارة معالج محترف.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *