مستقبل متباين.. كيف يوسع الذكاء الاصطناعي فجوة الدول؟

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

حذّر تقرير جديد لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي من أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي قد تدفع العالم إلى مرحلة غير مسبوقة من عدم المساواة بين الدول، داعيًا إلى تحرك سياسي عاجل لاحتواء آثارها قبل اتساع الفجوة بين البلدان الغنية والنامية.

لماذا هذا مهم؟

يؤكد تقرير “الفجوة الكبرى القادمة” أن الذكاء الاصطناعي قد يزيد فجوة التفاوت بين الدول في الاقتصاد والمهارات والحوكمة، محذرًا من تراجع المكاسب السابقة في الدخل والصحة والتعليم.

وبيّن فيليب شيلكينز، كبير الخبراء الاقتصاديين بالبرنامج، خلال مؤتمر صحفي بجنيف، أن الذكاء الاصطناعي قد يقلب اتجاهات التقارب بين الدول، ما ينذر بتبعات أمنية وازدياد الهجرة غير النظامية

تأثير مباشر على حياة البشر

يحذّر التقرير من أن الدول التي تعاني ضعف الكهرباء والإنترنت أو نقص المهارات ستكون الأكثر تهميشًا في عصر الذكاء الاصطناعي، مشبهًا المشهد بما حدث في الثورة الصناعية حين تخلفت دول عن ركب التحديث.

ويؤكد أن تأثيرات الذكاء الاصطناعي تتجاوز مسألة استبدال الوظائف، لتطال حياة الأفراد والفئات الهشة مثل كبار السن والنازحين والمجتمعات ضعيفة الحضور الرقمي.

إمكانات واعدة.. وفجوات مُقلقة

ورغم المخاطر، يؤكد التقرير أن الذكاء الاصطناعي يحمل فرصًا لدعم الدول المتأخرة عبر رفع الإنتاجية، وخلق صناعات جديدة، وتحسين الزراعة والتشخيص الطبي، وتطوير التنبؤات الجوية وتحليل المخاطر.

كما تتيح أنظمته تقييمًا أسرع وأعدل لأوضاع الفقر والصحة والكوارث، ما يحول البيانات إلى قيمة عامة.

لكنه يحذر في المقابل من ارتفاع استهلاك الطاقة والمياه في مراكز البيانات، بما قد يعرقل جهود خفض الانبعاثات حتى في الدول الغنية.

تحديات أخلاقية ومخاطر تكنولوجية

يحذر التقرير من توسع الهجمات الإلكترونية بفعل أدوات الذكاء الاصطناعي، وارتفاع مخاطر التزييف العميق والتضليل، إلى جانب تهديدات الخصوصية والمراقبة وبعض الأنظمة التي تعمل كـ”صناديق سوداء”.

كما يوضح أن دولًا مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة تمتلك بنية قوية لاستغلال الذكاء الاصطناعي، بينما تعاني دول مثل أفغانستان والمالديف وميانمار من نقص حاد في المهارات والطاقة والموارد الرقمية.

فجوة الإنترنت وتهديد الإقصاء

يكشف التقرير أن ربع سكان آسيا والمحيط الهادئ ما زالوا خارج شبكة الإنترنت، مما يهدد باستبعاد ملايين الأشخاص من الخدمات الرقمية الأساسية والتعليم وأنظمة الدفع والهوية الرقمية، محذرًا من أن هذه الفجوات قد تدفع مزيدًا من السكان إلى خارج الاقتصاد العالمي.

ماذا بعد؟

يؤكد التقرير أن مواجهة هذه التحديات تتطلب استثمارات حكومية واسعة في البنية الرقمية والتعليم والتدريب وحماية الخصوصية والمنافسة العادلة، إلى جانب وضع أطر تنظيمية فعّالة للذكاء الاصطناعي.

ويشدد على أن الذكاء الاصطناعي أصبح عنصرًا أساسيًا في الحياة الحديثة مثل الطرق والكهرباء والإنترنت، مؤكدًا أن الهدف هو ديمقراطية الوصول إليه بحيث يستفيد الجميع مع حماية الفئات الأكثر هشاشة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *