كيف يدفع تيك توك المستهلكون الغربيون للتسوق مثل الصينيين؟

كتب- محمد النجار:

مع اقتراب موسم أعياد رأس العام، ينطلق السباق السنوي للتسوق، حيث يتهافت المستهلكون لاقتناص عروض المتاجر.

بينما تستعد الأسواق الغربية لهذا الحدث، تقود شركة “تيك توك شوب” ثورة جديدة في عالم التسوق الإلكتروني، مستلهمة نجاح التجربة الآسيوية في التسوق عبر البث المباشر.

استضافت تيك توك، المملوكة لشركة “بايت دانس”، قمة في مقرها بكاليفورنيا، جمعت أكثر من 200 وكالة تسويق، وتركزت النقاشات بنسبة 70% حول التسوق المباشر، الذي يُعد حجر الزاوية في صناعة التجارة الإلكترونية الآسيوية، والتي بلغت قيمتها 18 تريليون دولار، حيث تُسهم الصين وحدها بأكثر من نصف هذا الرقم.

التجربة الصينية.. دروس وتحديات

في الصين، يشكل التسوق عبر البث المباشر 25% من المبيعات الإلكترونية، وقد حقق تطبيق “دوين”، النسخة الصينية من تيك توك، أرباحًا ضخمة بفضل هذه التقنية.

ومن أجل نقل هذا النجاح إلى الولايات المتحدة، أنشأت تيك توك مراكز تدريب واستوديوهات بث، حيث يتلقى المؤثرون تدريبًا مكثفًا باستخدام “كتيبات تشغيل” مترجمة من الصينية.

التكيف مع السوق الأمريكي

رغم الجهود المبذولة، يبدي السوق الأمريكي مقاومة للنسخة الصينية من التسوق المباشر، حيث تفضل الجماهير الأمريكية الفيديوهات على العروض المباشرة، مما يفرض على تيك توك تعديل استراتيجياتها.

المؤثرة الأمريكية هانا لويس، التي تبث من نيويورك، تستخدم أساليب شخصية مثل تقديم نصائح ملائمة للعملاء بناءً على قياساتهم، وقد حقق أسلوبها حقق مبيعات تفوق 11,000 دولار في يوم واحد.

وتعتقد الوكالات الصينية أن التسوق المباشر في الولايات المتحدة سيشهد طفرة كبيرة قريبًا، مدفوعًا بزيادة الإقبال من جيل “زد”.

 تشير التقديرات إلى أن حجم سوق التجارة الاجتماعية في أمريكا سيصل إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2025، ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات، مثل اختلاف ثقافة المستهلك وغياب العقود الحصرية للمؤثرين كما هو الحال في الصين.

تحول ثقافي أم فرصة ضائعة؟

تيك توك شوب، التي تضم أكثر من 500,000 بائع، لا تزال في مرحلة استكشاف السوق الأمريكي، بين تفاؤل بمستقبل التجارة الاجتماعية وتحديات بناء نموذج ناجح يجمع بين الابتكار الشرقي والثقافة الغربية.

ترى هل ستتمكن تيك توك من إعادة صياغة التجربة الصينية بنجاح في الغرب؟.. الأيام وحدها كفيلة بالإجابة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *