ماذا حدث؟
تُعد “علي بابا” من عمالقة التجارة الإلكترونية التي غيّرت مشهد السوق العالمي باستراتيجياتها المبتكرة ونجاحاتها المتواصلة.
تجاوزت منافستها السوق الصينية لتدخل بقوة الساحة العالمية، وتواجه شركات كبرى مثل “أمازون”، ما يثير تساؤلات حول تعامل الطرفين مع التحديات العالمية وكيف نجحت “علي بابا” أحيانًا في قلب موازين المنافسة.
شركة “علي بابا”
تأسست “علي بابا” عام 1999 على يد جاك ما لربط الشركات الصغيرة والمتوسطة بالأسواق العالمية، واختار اسمها من قصة “ألف ليلة وليلة” لما يحمله من رمزية لفتح الفرص، تمامًا كما تفتح عبارة “افتح يا سمسم” باب الكنز.
وأراد جاك ما أن تكون المنصة سهلة ومفتوحة للجميع، وهو ما ساعد في ترسيخ اسمها عالميًا كرمز لتمكين الشركات.
تطورت “علي بابا” لتصبح من أبرز منصات التجارة الإلكترونية، وتضم شركات تابعة مثل “تاوباو” و”تي مال” و”علي بابا كلاود”، إضافة إلى استثمارات في اللوجستيات، الدفع الرقمي، والترفيه، ما جعلها لاعبًا رئيسيًا في الاقتصاد الرقمي العالمي.
استراتيجيات “علي بابا” في التجارة الذكية
ركزت “علي بابا” على تطوير تجارب تجارة ذكية تعتمد على البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي لتخصيص الخدمات وتحسين تجربة المستخدم، عبر خوارزميات تقدم توصيات مخصصة تعزز المبيعات.
ودمجت تقنيات الحوسبة السحابية في خدماتها لتحسين الإمداد واللوجستيات، ووفرت عبر “علي بابا كلاود” أدوات رقمية للشركات الصغيرة والمتوسطة، مما يميزها عن “أمازون” بتوسعها في الخدمات السحابية وليس فقط البيع المباشر.
منافسة “علي بابا” مع “أمازون”
تأسست “أمازون” عام 1994 على يد جيف بيزوس، وأصبحت من أبرز شركات التجارة الإلكترونية عالميًا، خاصة في الأسواق الغربية. وفي المقابل، نجحت “علي بابا” في السيطرة على السوق الصينية بفضل أدواتها الذكية ومنصاتها المتنوعة، ومع توسعها عالميًا، بدأت تنافس “أمازون” مباشرة على الساحة الدولية.
لماذا هذا مهم؟
تختلف “علي بابا” و”أمازون” في استراتيجيات السوق؛ فـ”أمازون” تبيع مباشرة للمستهلكين وتهيمن على الأسواق الغربية، بينما تركز “علي بابا” على التجارة بين الشركات، خاصة داخل السوق الصينية، عبر منصات مثل “تاوباو” و”تي مال”.
في اللوجستيات، تعتمد “أمازون” على شبكة توزيع متطورة، في حين تستخدم “علي بابا” تقنيات الحوسبة السحابية لتحسين خدمات التوصيل، خصوصًا في المناطق النائية، ما يمنحها ميزة تنافسية في آسيا.
وفي الابتكار الرقمي، فتستفيد “علي بابا” من الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وتخصيص العروض، بينما تطور “أمازون” أجهزة ذكية مثل “إيكو” لتعزيز تفاعل العملاء وتدعم بها خدماتها التجارية.
ماذا بعد؟
رغم نمو “علي بابا” وهيمنتها على السوق الصينية، إلا أنها تواجه تحديات في منافسة “أمازون” الأقوى في الأسواق الغربية بخدماتها وسمعتها.
وتعاني “علي بابا” من ضغوط تنظيمية داخل الصين قد تعرقل توسعها، لكنها تملك فرصًا واعدة بفضل ابتكاراتها في التجارة الذكية والذكاء الاصطناعي، ما قد يمكنها مستقبلاً من منافسة “أمازون” في الحوسبة السحابية والخدمات المالية.